اليمن بين مطرقة التدهور الاقتصادي وسندان صمت التحالف والعالم
اليمن اليوم يعاني من اسوا ازماته الانسانية والاقتصادية حيث تدهورت العملة المحلية الى مستوى غير مسبوق وانهارت الخدمات الاساسية بينما يعيش المواطن اليمني بين مطرقة الصراع وسندان التحالف العربي والعجز الدولي.
لم تبدا معاناة اليمن اليوم من فراغ بل نتيجة انقلاب مليشيات الخوثية المدعومة من ايران على الشرعية في انقلاب جر البلاد إلى حرب مدمرة اثرت على كل جوانب الحياة وذلك بسيطرتهم على صنعاء وعدد من المحافظات نهبوا فيها موارد الدولة وفرضوا جبايات باهظة مما ضاعف الاعباء الاقتصادية والمعيشية كما عمدوا إلى مصادرة مرتبات المعلمين والموظفين في مناطق سيطرتهم وحولوا الاقتصاد المحلي لخدمة مجهودهم الحربي تاركين الشعب يعاني الجوع والفقر وغياب كامل للمساءلة سياسات قمعية ليست سوى جزء من أسباب انهيار البلاد.
اسباب اتدخلت الكثير من الدول العربية والخليجية تحت مسمى التحالف العربي بقيادة السعودية حيث كانت الامال معقودة على انهاء انقلاب المليشيات وإعادة الشرعية والاستقرار لكن ما حدث على الأرض كان مختلفا فبدلا من توجيه الجهود لاضعاف المليشيات الخوثية وانهاء الحرب تفاقمت الازمات نتيجة السياسات المترددة وغير الحاسمة وانعدام رؤية واضحة لمعالجة الوضع فبدلا من دعم الاقتصاد اليمني وانعاش العملة المحلية تم التجاهل من ازمة الرواتب وانهيار العملة والخدمات الأساسية وتوقف تصدير النفط والغاز مما ادى إلى شلل اقتصادي شامل واليوم تعاني المناطق المحررة من زمة المشتقات النفطية وارتفاع اسعارها وانهيار خدمة الكهرباء والمياه وسط تجاهل واضح للمعاناة المتفاقمة.
معاناة موحدة شمالا وجنوبا رغم الاختلافات السياسية فان المعاناة تشمل كل اليمنيين في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون او بمناطق سيطرت الحكومة الشرعية رغم وجود التحالف على الأرض ، ما يزيد الطين بلة عدم اتخاذ التحالف العربي أي خطوات عملية لتجاوز هذه الأزمات المتكررة نتيجة الادارات الفاشلة بالمحاصصة الحزبية كذا انهاء الحرب بتحرير صنعاء !
السؤال هل ما يجري في اليمن ناتج عن عجز التحالف عن ادارة الازمة ام ان هناك سياسة ممنهجة تهدف إلى ابقاء اليمن ضعيفا ممزقا لصالح اجندات اقليمية ودولية حين يدفع المواطن اليمني البسيط الثمن.
ثمن لن يصمت الشعب اليمني الى الأبد فالتاريخ يعلمنا ان الشعوب لا تقبل الذل والقهر الى ما لا نهاية اذا استمرت المعاناة ولم يتحرك المجتمع الدولي بجدية لانهاء الانقلاب والحرب وانقاذ الاقتصاد، وعلى التحالف العربي والمجتمع الدولي ان يدركا ان الوقت ينفد، وان الشعب اليمني بحاجة الى حلول حقيقية وليست الى حكومات محاصصات حزبية فاشلة لاتفقه بفن ادارة الازمات بل الشعب اليمني اليوم بحاجة إلى استقرار اقتصادي ودعم لمؤسسات الدولة وانهاء الحرب التي اشعلتها المليشيات اما استمرار هذا الوضع، فلن يؤدي الا الى مزيد من الكوارث لن ينجو منها احد.
#عارف_ناجي_علي