عدن بين مطرقة المعاناة وسندان الفوضى... دعوة للوعي والمسؤولية

بالنظر إلى الوضع الراهن في المناطق المحررة، فاالأمر يتطلب تحرك حكوميا جاد ،إلى جانب مصارحة واضحة مع دول التحالف العربي، بصفتها الطرف الممسك بالملف اليمني والمخول دولياً بإدارة كل ما يتعلق بالجمهورية اليمنية في شخصيتها الاعتبارية أمام الأمم المتحدة والمنظمات الدولية.

لذا نقول إن الدعوات للخروج في مظاهرات ومحاولة زعزعة الأمن والسلم الأهلي في عدن لا تؤدي إلا إلى مضاعفة معاناة المواطنين، وتفتح الطريق أمام تسلل عناصر الشر من تجار المخدرات والعصابات الإجرامية، لقتل ماتبقى من روح عدن 

ولو تابعنا الأخبار والتحديثات التي تنشرها الصفحات الأمنية لأدركنا حجم المؤامرة التي تحاك ضد هذه المدينة الصامدة، ولوقفنا على الجهود المضنية التي تبذلها الأجهزة الأمنية لحماية المواطنين في ظل ظروف قاسية، وإمكانات شحيحة، وفي ظل حصار خانق مفروض على عدن، ومنها المؤسسة الأمنية.

ولا شك أن الهجوم المستمر على الأجهزة الأمنية ومحاولة تقويض سلطتها والحملات الممنهجة لتشويهها تحت ذرائع مختلفة، ما هي إلا وسائل إضافية لحصار سكان العاصمة، والإضرار بمصالحهم. فالأمن في طبيعته طرف محايد في خضم ما يعانيه المواطنين، وكان المفترض بالجميع دعمه ومساندته لا استهدافه، لأن منتسبي الأمن هم جزء من هذا الشعب، يعانون مثلهم وربما أكثر فهم بلا رواتب منذ شهور، ومع ذلك لا يزالون في الميدان لحماية الممتلكات العامة والخاصة بدافع وطني وأخلاقي بحت.

لهذا ، لا تضعوا هؤلاء الأبطال في واجهة الخصومة ، بل وجهوا سهامكم إلى مكامن الخلل الحقيقية، وكونوا سنداً للأمن بوعيكم الوطني،..فالمسؤولية مسؤوليتنا جميعاً، ولا تكونوا معول هدم لمن يحاول أن يضاعف معاناتكم وحصاركم بوسائل أضافية أشد فتكاً ، لان الدعوة إلى الفوضى أداة قتل وإرهاب تنضوي تحتها كل مشاريع الدمار .

#ناصر_المشارع