البسوا خُماراتنا وأعطونا أسلحتكم: نداء امرأة يهز عروشًا حكام العرب والمسلمين..
الناشط الحقوقي أسعد أبو الخطاب
استمعوا.. استمعوا جيدًا، ليس إلى نشرة الأخبار، ولا إلى بيان قمة عربية جديدة ستُنهي أعمالها بالشجب المعتاد و”القلق العميق”، بل إلى صوت امرأة من عمق الوجع السوداني، تصرخ بأقصى ما يمكن أن تحمله الروح من احتقار: أنتم تجلسون على كراسي من عظام أطفال غزة!
أنتم جبناء.. البسوا خُماراتنا وأعطونا أسلحتكم!
نعم، امرأة قالتها.. امرأة، وليست لجنة تنسيق، ولا بيان خارجية، ولا اجتماع طارئ للجامعة النائمة منذ نكسة الوعي.
قالتها امرأة سودانية، بملامح من الطين، وصوت من نار، ودمع من صبر التاريخ.
قالتها للذين خلطوا العروش بالجُبن، والكراسي بالخيانة، والقمم بالكوميديا السياسية الرخيصة. فماذا تبقّى من “الرجولة العربية” حين تصرخ امرأة تطالب الزعماء بارتداء الخُمُر؟
هل عرفتم أي انحدار بلغناه؟
هل استوعبتم حجم الإهانة التي ألحقتموها بهذا الشيء الذي تسمونه “الموقف العربي الموحد”؟
يا سادة الذل: هل تعرفون ما معنى أن تُبنى كراسيكم من عظام أطفال غزة؟
هذا ليس شعرًا، ولا مجازًا.. بل وصف دقيق لهيكل حكمكم: كراسي من جماجم، وسجاد من دم، وميكروفونات من أكفان. وأنتم تنعمون بالحراسة المكيفة والتعهدات الأممية، بينما أطفال فلسطين يُذبحون تحت ضوء الأقمار الصناعية ومباركة بياناتكم. هذه المرأة لم تطلب منكم نصراً، فقد استحى النصر أن يرتبط بأسمائكم.
ولم تطلب منكم رجولة، لأن الرجولة ماتت يوم صوّتتم جميعًا للسكوت.. كل ما طلبته أن “تخلعوا أنفسكم” عن هذه الهوية المشوّهة:
البسوا خُماراتنا!
فربما، فقط ربما، حين تختبرون شعور العار، تفهمون معنى الكرامة. وربما، حين تحمل امرأة سلاحًا تركتموه للصدأ، يُستعاد شرف العرب والمسلمين الذي تركتموه في غرف الفنادق والمؤتمرات العقيمة.
خاتمة المقال: أيتها السيدة السودانية.. نحن نعرف أنك لم تخاطبيهم فقط، بل صفعتنا جميعًا.
صفعة الوعي، صفعة العار، صفعة الرجولة الضائعة.. وإن لم يسمعوا.. فاعلمي أن هناك من يسمع. أن هناك يسجل، ومن يكتب، ومن يثور.. فالكرسي المصنوع من العظام.. لن يدوم طويلًا.
– نائب رئيس صحيفة عدن الأمل الإخبارية