الأرز الذي أطاح بالوزير الياباني! 

في اليابان، حيث يُعامل المواطن باحترام، سقط وزير الزراعة تاكو إيتو بمجرد «زلة لسان» .

الرجل لم يُتهم بالفساد، لم يُلاحق بقضية، كل ما فعله أنه قال - بكل بساطة - إنه لا يدفع ثمن الأرز لأنه يحتفظ بكمية في منزله تكفي لفتح سوبرماركت صغير !

استقال الوزير الياباني فورًا، واعتذر علنًا، وقف أمام الصحفيين، الأربعاء، قال بصدق نادر: «أدرك تمامًا معاناة المواطنين، وأنا لست الشخص المناسب لهذا المنصب» .

في اليابان، الأرز ليس مجرد طعام، بل رمز حياة. وعندما ارتفعت أسعاره ، تدخلت الحكومة على الفور ، فتحت مخزون الطوارئ، واستوردت الأرز من الخارج. لأن بطن المواطن هناك لا يُترك أو ينتظر على أمل أن «تنخفض الأسعار». 

أما في بلادنا فالأرز ارتفع، ثم ارتفع، ثم حلق بعيدًا، حتى أصبح ضيفًا موسميًا في بيوت كثيرة.. ومع ذلك، لم نسمع مسؤولًا يعتذر، أو حتى يتلعثم، ويقول يا «لوماه».. بالعكس - تمامًا - الكثير من مسؤولينا يعيشون خارج البلاد، وكأن الأزمات والجوع هنا لا تعنيهم، وكأن الوطن تطبيق على الهاتف يمكن كتم إشعاراته.. أو كأنهم في إجازة دائمة من هموم الناس.

في اليابان، قال الوزير عبارته الشهيرة وخرج بهدوء. أما عندنا، فالمسؤول - مهما تفاقمت الأزمات وأنهارت الخدمات - يظل ثابتًا في منصبه، بل ويُكرم أحيانًا.. وكأن البقاء في الكرسي هو الغاية، أما الخدمة؟ فتفصيل جانبي.

نعم، الفرق - بيننا وبينهم - ليس فقط في الأرز، بل في من يهمه أمر الأرز، وأمر الناس.

لهذا نحترم اليابانيين، لا لأنهم اخترعوا الروبوت أو أتقنوا التكنولوجيا، بل لأن مسؤولًا منهم فهم أن الكرامة الشعبية لا تُشترى، وأن الجوع لا يحتاج إلى تبرير، بل إلى تحرك.

فهل نرى يومًا مسؤولًا في بلادنا يستقيل لأن الناس جاعوا؟ أو حتى يعتذر لأنه استشعر بمعاناتهم؟