القحطاني أنموذج للأكاديمي الإنسان وصوت وطني في زمن التحديات

في زمن تموج فيه الساحة اليمنية بالأزمات والتحديات، تبرز شخصيات وطنية حملت على عاتقها همّ الوطن والمواطن، ومن بين هذه الشخصيات يسطع اسم الدكتور علي محمد قاسم القحطاني، الأكاديمي والقيادي الإداري بجامعة عدن الذي جمع بين الكفاءة العلمية، والنشاط الحقوقي، والعمل الإنساني، والحس الوطني المسؤول.

يشغل الدكتور القحطاني حاليًا منصب نائب عميد كلية التربية - عدن جامعة عدن، وهو عضو هيئة تدريس في برنامج الدراسات العليا (الماجستير والدكتوراه) في الكلية ذاتها، وشغل سابقًا منصب مدير عام التخطيط والمتابعة وتقييم الأداء بديوان جامعة عدن، وهي مناصب عكست قدراته الإدارية والأكاديمية المتقدمة.

برز اسم الدكتور القحطاني بشكل لافت في ملف المعينين أكاديميًا في جامعات عدن، لحج، وشبوة الذين كانت لديهم فتاوى سابقة من عام 2012م ولم تستكمل الإجراءات، حيث لعب دورًا محوريًا في نقل أكثر من 220 شخصًا من مرافقهم السابقة إلى الكادر الأكاديمي بنظام الخفض والإضافة في متابعات مستمرة مع رئيس مجلس القيادة الرئاسي ورئيس المجلس الإنتقالي ورئيس الحكومة ووزيري الخدمة المدنية والمالية، وهو إنجاز لم يكن سهلًا في ظل الحرب وتعقيدات إدارية ومالية كبيرة في هذا الوضع المزري.

لكن طموحه لم يتوقف عند هذا الحد، بل واصل متابعة أوضاعهم حتى نُقلوا من وضع إداري إلى أكاديمي، وتمت تسويتهم وفقًا لمؤهلاتهم العلمية، وهو ما مثّل انتصارًا حقيقيًا لطموحاتهم وآمالهم، وجعلهم يكرمونه في حفل تكريمي بكلية التربية – عدن، حضره نخبة من القيادات الأكاديمية والعسكرية والمدنية، وتم منحه درع شكر وتقدير وتسليمه سيارة حديثة تعبيرًا عن شكرهم.

القحطاني يتعامل بحس إنساني ووطني شفاف رفيع المستوى وهذا لوحظ من خلال متابعته على وسائل التواصل الاجتماعي، لا سيما عبر صفحته على فيسبوك والمواقع ، يظهر الدكتور علي القحطاني، كرجل يحمل هموم وطنه وشعبه بصدق وشفافية، يكتب من قلب الواقع، ويطرح قضايا عامة دون تردد أو مجاملة، متجردًا من المناطقية والحسابات السياسية الضيقة.

وقد اتسعت دائرة اهتمامه الوطني لتشمل قضايا النزاع والسلام في اليمن التي لم يتطرق إليها أي إعلامي، وخاصة إثناء زيارة الرئيس الأمريكي للسعودية والإمارات، حيث وجه خطابات علنية إلى صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وإلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد رئيس دولة الإمارات، داعيًا فيهما إلى التدخل الإنساني والسياسي لحل الأزمة اليمنية وإنهاء الصراع الذي أنهك البلاد.

خطابات القحطاني كانت مليئة بالوجدان الوطني، والأسلوب الراقي، والمناشدة الصادقة، مما يعكس شخصية مثقفة، مسؤولة، مدركة لحجم المأساة اليمنية، ومؤمنة بأن الحل يجب أن يكون على مستوى إقليمي ودولي وبمشاركة أصحاب القرار الحقيقيين.

  ويمتاز القحطاني برؤية وفهم عميق ودقيق للواقع الذي يعيشه اليمنيون جنوبًا وشمالًا، ويؤمن بضرورة العدالة الاجتماعية، ودعم الكفاءات، وتمكين الشباب، كما أنه لا يتوانى عن توجيه رسائل إلى مجلس القيادة الرئاسي، وحكومة الشرعية، وقيادة المجلس الانتقالي، ينقل فيها نبض الشارع ويعبر عن قضايا الناس، دون أن يقع في فخ التملق أو التطبيل أو الصمت.

بعيدًا عن الأضواء، يُعرف عن الدكتور القحطاني أنه رجل خير وأعمال إنسانية، يقدم الدعم والمساعدة لكثير من الطلاب وزملائه والأسر المحتاجة، سواء بشكل مباشر أو من خلال المبادرات المجتمعية، مؤمنًا بأن دور الأكاديمي لا ينحصر في قاعة الدرس بل يمتد إلى المجتمع كله.

وفي الختام فإن شخصية الدكتور علي القحطاني شخصية إجتماعية وأكاديمية معروفة، تمثل نموذجًا نادرًا لأكاديمي ملتزم بقضايا شعبه، صادق في نضاله، شجاع في طرحه، وإنساني في ممارساته، وهو صوت لا يعلو فقط من قاعات الجامعة، بل يصل إلى أروقة القرار، وحنايا الناس، وضمير الأمة، في زمنٍ قلّ فيه المنصفون.