تغيير الرأس... لكن الجسد ميت !!...
الناشط الحقوقي أسعد أبو الخطاب
ماذا بعد ترشيح رئيس وزراء جديد؟
مرة أخرى، يخرج لنا المسرح السياسي اليمني بإعلان ترشيح رئيس وزراء جديد، وكأن المشكلة كانت في الاسم فقط!
رئيس يغادر وآخر يأتي، بينما المواطن في العاصمة عدن والمناطق "المحررة" لا يزال حبيس الخذلان، وأسير الأزمات، وغارقًا في جحيم من الجوع، والفقر، وانعدام الخدمات.
فيا تُرى، هل نحن أمام لحظة مفصلية؟
أم مجرد إعادة إنتاج لفشل مكرّر بثوب جديد؟
العاصمة عدن تعرف الجواب، لأن جراحها لا تكذب.
منذ سنوات، والمواطن الجنوبي يعيش تحت سطوة حكومات ورقية، تتحدث عن "إصلاحات" و"خطط إنقاذ"، بينما الواقع يقول: لا كهرباء، لا ماء، لا رواتب، لا دولة. آلاف من الجنود والموظفين بلا مرتبات، المستشفيات تتهاوى، التعليم في الإنعاش، والدواء بات تجارة سوداء. فهل يملك الرئيس الجديد عصًا سحرية؟
أم أنه مجرد وجه آخر في طابور التدوير؟
الشارع الجنوبي: لا نثق بأسماء… بل بالأفعال:
العاصمة عدن لم تعد تنخدع بالخطب الرنانة.. الجنوب لا يهمه من يجلس على الكرسي، بل ما الذي سيفعله لمن هم تحته.
هل سيجرؤ هذا الرئيس الجديد على الوقوف في وجه مافيات الفساد؟
هل سيعيد هيبة الدولة؟
هل سيجرؤ على سؤال: أين ذهبت أموال الدعم؟
ومن نهب حق المواطن الجنوبي في الحياة الكريمة؟
تغيير الأشخاص لا يكفي.. إن لم يتغير المشروع
ما لم يكن هذا التغيير بداية لمشروع وطني يعيد للناس حقوقهم ويمنح الجنوب ما يستحقه من إدارة ذاتية، وتنمية حقيقية، وحلول جذرية، فإننا فقط نبدّل الوجوه فوق ذات القبر.
رئيس الوزراء الجديد أمامه فرصة تاريخية – أو لعنة سياسية.
إما أن يكتب اسمه كرجل إنقاذ، أو أن يُضاف إلى لائحة العابرين على جراح هذا الوطن.
أما نحن، أبناء العاصمة عدن والجنوب، فسنظل نرفع صوتنا: كفى خديعة.
كفى عبثًا. كفى تدويرًا للفشل!