هل يمهد وقف إطلاق النار الأخير بين أمريكا والح'وثيين الطريق لرفع تصنيفهم كجماعة إره'ابية؟

 في تطور لافت يثير تساؤلات حول مستقبل الصراع في اليمن، أُعلن مؤخرًا عن وقف لإطلاق النار بين الولايات المتحدة وجماعة أنصار الله (الحوثيين). يأتي هذا الإعلان في خضم جهود دولية متزايدة لإنهاء سنوات من الحرب المدمرة التي عصفت بالبلاد. لكن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة في الأوساط السياسية والإعلامية هو: هل يعني هذا التقارب المؤقت نهاية لتصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية من قبل واشنطن؟

لطالما كان تصنيف الولايات المتحدة للحوثيين كـ "كيان إرهابي عالمي مصنف بشكل خاص" (SDGT) محل جدل واسع. فقد فرض هذا التصنيف قيودًا كبيرة على الحركة، وعرقل وصول المساعدات الإنسانية إلى ملايين اليمنيين الذين يعتمدون عليها للبقاء على قيد الحياة. وفي المقابل، ترى واشنطن أن هذا التصنيف ضروري للضغط على الحوثيين لوقف هجماتهم وتهديدهم للملاحة الدولية.

إن وقف إطلاق النار الأخير، الذي جاء بوساطة إقليمية ودولية، يمثل خطوة مهمة نحو خفض التصعيد. فقد شهدت الفترة الأخيرة تصاعدًا في التوترات في البحر الأحمر وخليج عدن، حيث شن الحوثيون هجمات متكررة على سفن تجارية وعسكرية، مما أثار قلقًا دوليًا واسعًا.

لكن هل يمكن اعتبار هذا الهدوء النسبي مؤشرًا على تغيير في موقف الولايات المتحدة تجاه تصنيف الحوثيين؟ يرى محللون أن وقف إطلاق النار، على أهميته، لا يعني بالضرورة رفع التصنيف الإرهابي بشكل تلقائي. فواشنطن لديها معايير محددة لإعادة النظر في مثل هذه القرارات، وعادة ما تتطلب تغييرات جوهرية في سلوك الجماعة المعنية.

من جهة أخرى، يرى مراقبون أن استمرار وقف إطلاق النار والتزام الحوثيين به قد يفتح الباب أمام نقاشات حول رفع التصنيف. فقد يؤدي ذلك إلى تسهيل جهود السلام، وتحسين تدفق المساعدات الإنسانية، وربما تشجيع الحوثيين على الانخراط بشكل أكثر جدية في العملية السياسية.

في هذا السياق، صرح مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية، طلب عدم الكشف عن هويته، بأن "وقف إطلاق النار هو خطوة إيجابية، لكنه ليس كافيًا بحد ذاته لإعادة النظر في تصنيف الحوثيين. نحن نراقب الوضع عن كثب ونقيم أفعالهم على الأرض".

من جانبهم، دعا مسؤولون في الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية إلى ضرورة تخفيف القيود على العمليات الإنسانية في اليمن، بغض النظر عن التصنيف السياسي للحوثيين. فهم يؤكدون أن الأولوية القصوى يجب أن تكون لإنقاذ حياة المدنيين وتلبية احتياجاتهم الأساسية.

يبقى أن نرى ما إذا كان وقف إطلاق النار الحالي سيصمد ويتحول إلى سلام دائم. وإذا ما حدث ذلك، فهل ستكون واشنطن مستعدة لإعادة تقييم تصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية؟ الإجابة على هذه الأسئلة ستشكل مستقبل الصراع في اليمن وتحدد مسار المنطقة بأكملها.