قرار الحرب في الشرق الأوسط..  القصد الاستراتيجي.

تحديد التوجة الاستراتيجي في الحروب  أمر صعب ومعقد للغاية . لما لا ؟ حيث أنه محكوم بردة فعل العدو وقدراته الخفية، ولذلك جاء مصطلح القصد الاستراتيجي ليقدم قواعد منظمة تستند اليها التحليلات،  و تراجع ،و تمتلك وفر في التنبؤات.

القصد الاستراتيجي من الحرب هو فرض الإرادة التي تحددها الأهداف السياسية على الآخر.ولما كان ثابت بأن الشرق الأوسط يشهد صراع إرادة مابين طهران وحلفائها، وتل أبيب وحلفائها ،ومن الأهمية بمكان معرفة القواعد الساكنة ،والمقومات المتحركة التي تشكل مسار الحرب.

-ثلاث قواعد للحرب في الشرق الأوسط.

(أولها) إذا كانت البُرُوفَة اليمنية نجحت في اختراق منظومات الدفاع الإسرائيلية والأمريكية بمختلف أنواعها،فمستحيل أن تُقدم تل أبيب على استهداف طهران إلا لو كانت لاتدرك تداعيات هكذا قرار.

(ثانيها) إيران رسميًا تدعي أنها لاتملك أسلحة نووية وبرنامجها النووي سلمي ؛وبالتالي لو كانت تكذب واتضح بأن الرواية الأميريكية والاسرائيلية صادقة، فمن المستحيل أن تقدم تل أبيب على استهداف طهران.لماذا؟ القصد الاستراتيجي يجيب ب أن  أول رأس حربي نووي بنك أحداثيتهِ تل أبيب بموجب البُروُفَة اليمنية.

(ثالثها) قرابة( 77 ) سنة مُنذُ احتلال دولة الكيان المؤقت لفلسطين، وبمفهوم جندري ففئة الشباب الإسرائيلي( 25 و44 عامًا) بما أنها ولدت ونشأت في الأرض العربية المحتلة، فهي تراها بلدها ووطنها القومي، وخلفيتها التاريخية ( صفر) ،   وفي نفس الوقت كشفت بيانات صادرة عن مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي، بأنها الفئة الأكثر طلبًا للهجرة ومغادرة ( دولة إسرائيل).

-ثلاث توقعات استقصائية للحرب في الشرق الأوسط.

(أولها) توازنات الشرق الأوسط ستتغيير في المدى القريب ،والشرق الأوسط سيأخذ الحصة الأكبر في سباق التسلح النووي.

(ثانيها) إنذار الى الدول ..حرب الخليج القادمة لن تتحرك فيها واشنطن بمفردها (صعب للغاية)  ،فهي تحتاج الى تحالف دولي مساند ،وعدم تحقق هذا الشرط سيعني القبول بشروط إيران القاسية.

(ثالثها)البيانات المستقبلية ستتحدث عن استمرار  عدم الاستقرار، وارتفاع عدد الإسرائيليين المغادرين لبلدهم ،و ضئالة الهجرة العكسية ،والمحصلة استسلام إسرائيل لشروط السلام العربية.

( والله من وراء القصد)

* باحث استراتيجي.