أي استـقرار يسعد المـواطن ويـعيد الثـقة بالدولـة

ها هو الأمـل يعود من جديد إلى قلوب اليمنيين، ومعه شعور طال انتظاره بالثقة في أن الغد يمكن أن يكون أفضل.

لم تكـن الأرقام التي أعلنت عن تحسن سعر العملة الوطنية مجرد بيانات اقتصادية باردة، بل تحولت إلى أحاديث في البيوت والأسواق والمقاهي، وإلى ابتسامات حذرة على وجوه المواطنين وهم يتطلعون لانخفاض الأسعار وتحسن مستوى المعيشة.

     لقد لمـس الشارع اليمني نسيمًا من التغيير، فالإصلاحات الاقتصادية الأخيرة أطلقت إشارات إيجابية، وخلقت حالة من التفاؤل بأن دورة المعاناة اليومية يمكن أن تبدأ في الانكسار. 

     صحيح أن أسـعار السلع والخدمات لم تنخفض بعد بالشكل الذي يواكب تراجع سعر العملات الأجنبية، إلا أن مجرد رؤية العملة الوطنية تستعيد بعض قوتها كفيل بأن يزرع الطمأنينة في النفوس.

     الاستقرار الذي يسـعد المواطن، ليس مجرد تحسن في الأرقام، بل هو حين تنعكس هذه الأرقام على سلعة الخبز، على كيس الأرز، على علبة الزيت، وعلى كل تفاصيل الحياة اليومية. 

     وحين يرى المواطـن هذه التغييرات في واقعه، يدرك أن الدولة لم تكتفِ بالوعود، بل حولتها إلى واقع معاش.

اليـوم؛ 

     ومع استمرار هذه الإصلاحات ومراقبة الأسواق بجدية، يمكن أن يتحول هذا التفاؤل إلى ثقة راسخة، وهذه الثقة هي حجر الأساس لأي نهضة اقتصادية أو اجتماعية حقيقية.

     فالوطـن لا ينهض بالأماني وحدها، بل بالخطوات المدروسة التي تصنع الفارق في حياة الناس، وتجعلهم يشعرون أن الدولة تحيا من أجلهم، وتعمل لمصلحتهم.

د. هـاني بن محمد القاسمي

عـدن: 12. أغسطس. 2025م.

.