مؤشرات متضاربه !!..

حالة الكمون للحوثي لا يعني إنه تم استنفاذ جميع مخازنه من السلاح ، ربما هو يدخر المزيد منها ، لوثبة قادمة بإتجاه مواجهة معركة برية يجري الإعداد لها..

الحوثي في مستواه السياسي يشتغل على خلق حالة من الخرق في جدار العزلة العسكرية والطوق الذي يحاصره ، بتقديم تنازلات لجهة الإستجابة للطلب الأمريكي، بوقف تهديد الملاحة مقابل جائزة تشبه استوكهولم ، بعدم قطع شرايين البقاء أو حجب فرص إدماجه في تسوية سلمية ، بات ينشدها  كطوق نجاة..

مؤشرات متضاربة:  عدم الضغط الأمريكي على مسقط لإغلاق هامش النشاط الدبلوماسي لقيادة الحوثي من على أراضيها  ، ومنحهم فرصة لإجراء مشاورات مع المبعوث الدولي ، وكأن الحوثي لم يدخل في سياقات العزل والتجريم كجماعة إرهابية أجنبية..

الخط الموازي إبقاء الحوثي تحت الضغط الأقصى ،وإنضاج صفقة يجري إعدادها تحت ضرب النار، أو مايسميه ترامب سلام القوة. 
مفاوضات واشنطن مع إيران لها تداعياتها وإستحقاقاتها على الملف اليمني..

 فالضلع الثالث في جدول الأعمال بعد النووي والباليستي ، التضحية بأدواتها والكف عن توغلها في الشأن الداخلي لدول المنطقة ، وهو ما ستفعله طهران ، ما يضعف حليفها أكثر ويجعله في حالة سياسية سائلة مرنة لتقديم تنازلات إجبارية ، تحافظ على وجوده في مسار تفاوضي محتمل ، وإن كان في موقع الأضعف..

صفقة أم حسم عسكري؟..
الإثنان يمضيان بذات الوتيرة المتسارعة وبنتيجة واحدة : إخراج الحوثي من المعادلة بعمل عسكري ، أو تدميره بصفقة سياسية تجرده من السلاح النوعي ،تسقط عنه حماية المرجعية، ليبقى في ميزان القوى جماعة هامشية بلا أنياب مسلحة وغير وازنة...