مجلس الشيوخ: تعزيز الهوية الوطنية والحفاظ على النسيج الاجتماعي الجنوبي

في ظل الظروف الحالية والتحديات التي نواجهها، جاء إعلان تشكيل مجلس الشيوخ الجنوبي كخطوة هامة للحفاظ على النسيج الاجتماعي في الجنوب، ويعتبر تحولاً نوعياً في مسار العمل الوطني الجنوبي. وقد أعلن الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزبيدي عن تشكيل اللجنة التحضيرية، مما يعيد الاعتبار للدور الكبير الذي لعبه السلاطين والمشايخ في الحفاظ على الهوية الجنوبية، بعد فترة من الإقصاء الذي تعرضوا له.

لقد حان الوقت ليكون هؤلاء الشركاء في صنع القرار والتشاور بشأن أي تمثيل قادم للقضية الجنوبية، نظراً لدورهم الفاعل في خلق بيئة مستقرة وتعزيز ثقافة المشاركة الفعالة، ونقل هموم ومشاكل المجتمع. لا شك أن هذا القرار لاقى قبولاً واسعاً من جميع فئات الشعب الجنوبي.

نبارك هذا القرار الذي سبق أن طالبنا به خلال مؤتمر عُقد في القاهرة، حيث تم مناقشة الهوية اليمنية بمشاركة شخصيات سياسية وإعلامية من الجنوب والشمال، وطالبنا حينها بإعادة تفعيل دور السلاطين والمشايخ في الجنوب، تقديراً لإسهاماتهم في الحفاظ على الهوية الجنوبية، وقد قوبل ذلك ببعض المعارضة من الإخوة الشماليين، بينما لقي تأييداً من إخواننا الجنوبيين الحاضرين.

لذا، جاء هذا القرار ليتماشى مع تطلعات الشعب الجنوبي من خلال إعادة ترتيب البيت الجنوبي، ويؤكد صوابية النهج الذي اتبعه القائد عيدروس الزبيدي في تعزيز التلاحم والتماسك، وتعزيز مبدأ التصالح والتسامح الجنوبي، ليكونوا رافداً مهماً في المرحلة القادمة لتعزيز الوحدة الوطنية الجنوبية.

هذا القرار يحمل العديد من الإيجابيات، حيث يضمن مشاركة جميع أطياف المجتمع الجنوبي السياسية والقبلية والعسكرية والاجتماعية في توحيد الجهود لبناء الدولة الجنوبية الحديثة بكفاءات وخبرات متنوعة، للوصول إلى الهدف المنشود. ومن خلال هذا القرار، تم إغلاق الأبواب أمام أصحاب المشاريع الصغيرة والدكاكين الذين يسعى العدو لاستغلالهم لإفشال المشروع الجنوبي الكبير. 

هذا المجلس يضم جميع القبائل الجنوبية وأطياف المجتمع الجنوبي. 

خلاصة القول، إن السلاطين والمشايخ يعتبرون العنصر الأهم في قوتنا الاجتماعية، وقد كان لهم دور بارز في الحفاظ على هويتنا وعاداتنا وتقاليدنا. هذه خطوة في الاتجاه الصحيح تعزز الاستقرار السياسي وتساهم في بناء الدولة بأسس متينة.