تجار الأزمات.. إلى متى سيستمر هذا الجشع الذي لا يعرف حدودًا؟

في كل أزمة اقتصادية، ومع كل تقلب في سعر الصرف، يتكرر المشهد نفسه: الأسعار ترتفع بشكل جنوني، وكأن هناك سباقًا محمومًا بين التجار لتحميل المواطن كل الأعباء. نفس الحجج تتردد كأنها سيناريو مكتوب مسبقًا: "الدولار ارتفع، لا بد من رفع الأسعار"، "السوق هو الذي يتحكم"، "التجار مجرد وسيط"، وكأن المواطن هو الحلقة الوحيدة التي يجب أن تتحمل كل التبعات، بينما يخرج التجار بأرباح طائلة من كل أزمة.

ولكن المفارقة الصارخة تكمن في أن هذه الحجج تختفي فجأة عندما ينخفض سعر الصرف! يصبح التاجر بطيئًا في التجاوب، يتذرع بأنه اشترى بأسعار مرتفعة، وأن المخزون كلفه أكثر، وأنه "لا يستطيع البيع بخسارة". لكن حين يشتري بأسعار منخفضة، يبيع بالسعر الجديد فورًا دون أي تردد، ولا نسمع عن الخسائر أو المخزون القديم! أين المبادئ؟ أين العدالة؟ أين الضمير؟

**أين العدالة يا ترى؟**  
لماذا يتحمل المواطن وحده كل هذه الأعباء؟ لماذا يتم استغلاله بهذا الشكل الممنهج؟ أين الجهات الرقابية التي يفترض أن تحمي المواطن من هذا الجشع؟ لماذا لا توجد قوانين صارمة تلزم التجار بتخفيض الأسعار عند انخفاض سعر الصرف بنفس السرعة التي يرفعونها بها عند الارتفاع؟ لماذا يُترك السوق فوضويًا، يُدار بمزاجية التجار الذين يتحكمون في قوت الناس دون أي رادع؟

**هذا ليس اقتصادًا، بل استغلال ممنهج!**  
لا أحد يطالب بأن يعمل التاجر بخسارة، لكن أين المبادئ الأخلاقية والعدالة الاجتماعية؟ لماذا يربح التجار في كل الحالات بينما المواطن يدفع الثمن دائمًا؟ لماذا لا توجد آليات تنظيمية تضمن تسعيرًا عادلًا يحمي الجميع؟ لماذا لا يتم محاسبة من يستغلون الأزمات لتحقيق أرباح فاحشة على حساب معاناة الناس؟

**نداء إلى الحكومة والجهات المعنية:**  
حان الوقت لوضع حد لهذه الفوضى! نحن بحاجة إلى رقابة حقيقية وفعالة، إلى قوانين واضحة وصارمة، وإلى إجراءات عاجلة تمنع هذا الاستغلال. لا يمكن أن يبقى المواطن الحلقة الأضعف في هذه المعادلة، ولا أن تتحكم قلة جشعة في قوت الناس دون أي رادع. الحكومة مطالبة الآن، وليس غدًا، بالتحرك الفوري لإنقاذ المواطن من هذا الجشع الذي يفتك بمعيشته.

**كفى استغلالًا!**  
كفى جشعًا يفتك بمعيشة الناس! كفى صمتًا تجاه معاناة المواطن الذي أصبح رهينة لأسعار لا ترحم. نطالب بتحرك فوري، بخطوات جادة، وبإجراءات تحمي المواطن من هذا الاستغلال الممنهج. نريد قوانين تُلزم التجار بالشفافية، نريد رقابة صارمة، نريد عدالة في التسعير.

**#كفى_استغلالًا**  
**#ارحموا_الشعب**  
**#أين_الرقابة؟**  
**#نريد_عدالة_في_التسعير**

لنرفع أصواتنا معًا، ولنطالب بحقوقنا كمواطنين يستحقون حياة كريمة بعيدًا عن جشع قلة لا تعرف إلا الربح على حساب معاناة الآخرين. إلى متى سنبقى صامتين؟ إلى متى سنتحمل هذا الاستغلال؟ حان الوقت للوقوف في وجه هذا الجشع، ولنطالب بتحرك عاجل من الجهات المعنية لإنقاذ المواطن من براثن هذه الأزمة التي لا تُطاق.

جلال باشافعي 
ناشط نقابي وسياسي جنوبي