"عُذر أقبح من الذنب!"
هل تدركون فداحة ما قيل؟
القوات الخاصة تقول إنها لم تكن تعلم أن الشخص الذي في السيارة هو مدير مرور عدن، وإنهم "ظنوا" أنهم من شرطة خورمكسر!
طيب، لو كانوا فعلاً من شرطة خورمكسر... هل هذا يبرر الاعتداء عليهم؟
هل أصبح الاعتداء على رجال الأمن الآخرين مقبولاً ومبرراً؟
هل أصبح الانتماء لمؤسسة أمنية أخرى جريمة يعاقب عليها بالضرب والسحل؟
أي منطق هذا؟ وأي دولة تلك التي يُضرب فيها رجل أمن على يد رجل أمن آخر؟
بل الأدهى من ذلك، أن التبرير لا يأتي من شخص عادي، بل من مسؤول في موقع رسمي!
هل نسيتم أن شرطة خورمكسر، وكل الوحدات الأمنية، هم جنود لهذا الوطن؟
أم أن كل جهة أمنية أصبحت "دولة داخل الدولة"؟
ما حدث لا يمكن السكوت عنه، ليس لأنه مدير مرور عدن فقط، بل لأنه رجل أمن يُفترض أن زيه العسكري يحميه، لا أن يتحول إلى هدف لجنود يرتدون نفس الزي!
إنه ليس مجرد خطأ فردي، بل مؤشر خطير على الفوضى والانفلات داخل المؤسسات الأمنية.
من يعطي الحق لوحدة أمنية أن تضرب أخرى؟ من يحق له أن يبرر السحل والاعتداء بناءً على "سوء تفاهم"؟
أين النظام؟ أين القانون؟ أين الدولة؟
اليوم مدير مرور، وغداً من؟
متى نفيق من هذا الجنون؟
متى يُحاسب المعتدي كائناً من كان؟
متى نتوقف عن إهانة الزي العسكري بأفعال همجية وتبريرات سخيفة؟
لن نقبل أن يُهان الشرفاء في وضح النهار، ولن نُطبع مع عبث السلاح والتخبط الأمني.
هذا الوطن لن يُبنى بالعشوائية، ولن تقوم له قائمة في ظل سكوتنا عن مثل هذه الكوارث.
جلال باشافعي | صوت الشعب الجنوبي