ذكرى تحرير العاصمة عدن: يومٌ لا يُنسى في ذاكرة الجنوب...

الناشط الحقوقي أسعد أبو الخطاب

تمر علينا اليوم ذكرى تحرير العاصمة عدن من ميليشيات الحوثي وعفاش، وهي ذكرى تحمل في طياتها فرحةً لكل جنوبي مخلص لوطنه، لكل من يؤمن بالحرية، ولكل من يسعى لاستعادة دولته.

في هذه الليلة، اجتمع الأحرار في ساحة العروض على مائدة الإفطار، بتمويل من العميد أبو زرعة المحرمي، قائد ألوية العمالقة الجنوبية، في تأكيدٍ على روح التضامن والتلاحم بين القيادة والشعب.

تحرير العاصمة عدن: معركة الحق والإرادة:
لم يكن تحرير عدن مجرد حدثٍ عابر، بل كان نقطة فاصلة في تاريخ الجنوب، ومؤشرًا واضحًا على من كان معنا في معركتنا العادلة، ومن كان يسعى لإبقائنا تحت الاحتلال.
لقد قدم التحالف العربي، بقيادة السعودية والإمارات، دعمًا حقيقيًا ساهم في تحقيق هذا النصر، في مقابل قوى حاولت إفشال التحرير باسم "الشرعية"، بينما كانت في الواقع مجرد أدوات تعمل لصالح مشاريع خارجية.

ففي الوقت الذي استطاعت فيه المقاومة الجنوبية تحرير عدن في يومين، وحضرموت في ساعات، نجد أن من يدّعون أنهم يمثلون "الشرعية" ما زالوا عاجزين عن استعادة صنعاء، رغم أنهم يبعدون عنها بضعة كيلومترات، ورغم امتلاكهم جيش الجمهورية اليمنية بكامل عتاده، إضافةً إلى دعمٍ لا مثيل له من التحالف.

الفرق بين الجنوب والشمال: إرادة التحرير مقابل الاستسلام:
ما يؤلم حقًا أن من فشلوا في تحرير أرضهم، رغم كل الإمكانيات، لم يكن ذلك بسبب ضعفهم العسكري فقط، بل بسبب غياب الإرادة الحقيقية.
هؤلاء لم يكن يعنيهم استعادة الشرعية، لأنهم ببساطة يعتبرون الحوثي وعفاش هم الشرعية الفعلية التي يجب التسليم لها، بينما يريدون من الجنوبيين تقديم وطنهم على طبقٍ من ذهب لمشاريعهم الفاشلة.

لقد حصلت "شرعية الفساد" على مليارات الدولارات، ولم تحرر شبرًا واحدًا، بينما حصلت المقاومة الجنوبية على دعم لا يتجاوز 5% مما تم تقديمه للشرعية، لكنها استطاعت تحرير الجنوب كاملًا، لأن الإرادة الشعبية كانت أقوى من كل المؤامرات.

في الجنوب، رفض الشعب الاحتلال، وألقى بالميليشيات إلى خارج أرضه، بينما في الشمال، وجدنا من يتعايش مع الحوثي وعفاش، بل كان جزءًا منه، سواء تحت مسمى "الشرعية" أو تحت مسمى "المقاومة الكاذبة".

ذكرى التحرير تكشف الحقائق:
مع مرور السنوات، أصبحت الأمور أكثر وضوحًا، فالحقيقة التي لم يعد يمكن إخفاؤها هي أن ما يُسمى بـ الشرعية الإخوانية لم تكن يومًا إلا غطاءً لمشروع حوثي عفاشي جديد، هدفه الأساسي إفشال الجنوب، وليس استعادة صنعاء.

لم تكن مصادفةً أن يتوحّد الإخوان والحوثي ضد الجنوب، ولم يكن مفاجئًا أن نرى طارق عفاش اليوم جزءًا من المشهد بعد أن أتمّ خدعته الكبرى.
فالمؤامرة كانت واضحة منذ البداية، لكن الجنوب وعبر تحرير العاصمة عدن، ثم باقي أراضيه، أثبت أنه رقم صعب لن يُكسر، لا بالتحايل السياسي، ولا بالمؤامرات العسكرية.

رسالتنا واضحة: استعادة دولتنا هي غايتنا:
لن ينسى الجنوب من دعمه في معركة التحرير، ولن ينسى من خانه وطعنه في الظهر.. واليوم، بينما نستذكر هذا اليوم المجيد، نؤكد أن استعادة دولتنا ليست مجرد حلم، بل هدفٌ واقعي سنحققه، تمامًا كما حررنا العاصمة عدن في أيام، وسنحرر كل شبر من أرضنا، مهما طال الزمن، ومهما حاولت المشاريع الفاسدة إعاقة مسيرتنا.

المجد والخلود لشهداء التحرير، والنصر لقضيتنا العادلة!