منظمات المجتمع المدني في اليمن: وكر الذئاب تحت قناع الإنسانية..
إذا كنت تؤمن بأن منظمات المجتمع المدني في اليمن هي مؤسسات مستقلة تعمل للصالح العام، فأنت تعيش في وهم جميل يشبه تصديق أن الثعالب يمكنها إدارة حظيرة دجاج بعدالة!..
الحقيقة أن هذه المنظمات، التي يفترض أن تكون صوت الشعب وضميره الحي، أصبحت مجرد أذرع ناعمة للمليشيات الح..وثية، تؤدي دورها في تلميع القبح وإعادة تغليف الإجرام في عبوات تحمل شعارات حقوق الإنسان والعمل الإغاثي..
وعليه دعونا نواجه الواقع: الحوثيون لم يكتفوا بالسيطرة على السلطة بقوة السلاح، بل أرادوا التسلل إلى العقول والضمائر، فوجدوا في منظمات المجتمع المدني أداة مثالية لاختراق الداخل اليمني والمجتمع الدولي في آنٍ واحد. .
بل أصبح كل ناطق باسم هذه المنظمات، في الحقيقة، صدى باهتا لخطاب الجماعة، يكرر مصطلحات مثل "السلام" و"المصالحة" و"الحل السياسي"، بينما ينكر جرائم القصف، والتفجير، والتهجير، والتجويع الذي تمارسه المليشيات في وضح النهار...
ولم يتوقف الأمر عند الترويج الإعلامي، بل تحولت هذه المنظمات إلى غسالات للأموال المنهوبة، تتلقى تمويلات ضخمة من جهات دولية، ثم تمررها بذكاء خبيث إلى خزائن المليشيات.
هل تساءل أحدكم يوما عن مصير ملايين الدولارات التي يُفترض أنها تذهب لإغاثة الجوعى في اليمن؟ حسنا، اسألوا المشرفين ال..حوثيين عن سيارات الدفع الرباعي التي يقودونها، وعن منازلهم الفاخرة التي تضاعفت أعدادها، وعن السوق السوداء التي تديرها هذه "المنظمات" لبيع المساعدات الإنسانية نفسها التي كان يُفترض أن تصل إلى الفقراء والمحتاجين...
المضحك المبكي أن هذه المنظمات تتقن فن لعب الأدوار. أي عندما يكون الحديث مع المجتمع الدولي، تصبح مدافعة عن حقوق الإنسان، وتقدم تقارير عاطفية عن "المعاناة في اليمن" بلغة ناعمة تتجنب إدانة الطرف المتسبب بها...
وعندما تعود إلى صنعاء، تتحول إلى كتائب دعائية تمجد زعيم الجماعة، وتدافع عن قرارات "المجلس السياسي الأعلى"، وتشن حملات تخوين ضد كل من يجرؤ على كشف المستور..
والشاهد أن الحديث عن وجود "منظمات مجتمع مدني" مستقلة في ظل حكم المليشيات ال..حوثية يشبه الحديث عن وجود حرية تعبير في كوريا الشمالية...
لنخلص إلى أن هذه المنظمات، التي يفترض بها أن تكون حراسا للمجتمع، تحولت إلى ذئاب ترتدي ملابس الحملان، وإلى أدوات ناعمة لإدامة القمع، وتمييع القضايا، وتحويل الإنسانية إلى مجرد شعار رخيص يباع في سوق المصالح...
فمتى يتوقف العالم عن تصديق هذه المسرحية السخيفة؟...