شي عليها صندوق رصاص؟

في مشهد يليق بفيلم أكشن منخفض الميزانية، قرر قائد مكافحة الإرهاب في أبين، العزيز على قلوبنا الأفندم عبدالرحمن الشنيني، أن يكافئ أفضل لاعب في بطولة رمضانية بطريقة لم تخطر على بال أثخنها قائد بحجم "مجنزرة"، ولم تخطر ببال رامز جلال ومقالبه الجنونية، حيث أهداه كلاشينكوف، أي والله قطعة سلاح روسية الصنع، ليكون مستعدًا لأي سيناريوهات رياضية محتملة داخل الملعب وخارجه. 

دعونا نتوقف للحظة ونتأمل المفارقة العجيبة هنا.

 الرجل المكلف بمكافحة الإرهاب يوزع الأسلحة بنفس الحماس الذي توزع فيه الشوكولاتة على "العويلة"، كأن رسالته غير المعلنة تقول "نحن دولة فقيرة ما عندنا لك غير "المذلق".

في كل بقاع الأرض، الرياضة وسيلة لنشر السلام وتخفيف التوترات، إلا عندنا، حيث يبدو أن كرة القدم لم تعد كافية وحدها، وصار من الضروري تزويد اللاعب الناجح بـ"عدة الشغل" ليدافع عن مرماه بطريقة أكثر حسمًا.

هل كان من المتوقع، مثلًا، أن يسلم القائد الكريم اللاعب درعًا تكريميًا يحمل شعار "الرياضة تجمعنا"؟

بالطبع لا، هذا قد يبدو تصرفًا قديم الطراز في عالم الجوائز الحديثة والعصرية منها.

هل كان من الممكن تقديم مكافأة مالية محترمة أو عقد احترافي؟

هذا تفكير غير واقعي لمن لا يدرك الابتكار في توزيع الجوائز؟

المعضلة الكبرى هنا ليست فقط في نوع الهدية، بل في هوية مُقدِّمها، إذا كان قائد مكافحة الإرهاب يُهدي السلاح بنفسه، فمن سنشتكي إليه إذا تم استخدام هذه الجوائز في غير محلها؟

قد يأتي يوم نسمع فيه عن تكريم المعلم المثالي بـ"قنبلة عاط صوتية". والطبيب الناجح " آربيجي" لتحسين سرعة الاستجابة للطوارئ.

وتكريم الصحفي المتألق مسدس كاتم صوت تشجيعًا له على الكتابة بحرية تامة، وبصمت مطلق.

 حبيب قلبي الأفندم "الشنيني" 

خير اللهم اجعله خير؟