شكرًا لمن أوقف القاتل.. هل نحن مستعدون لتقدير التدخل من أجل حياتنا؟

كتب | عبدالخالق عمران
ماذا ستقول لمن أزاح بندقية كانت مصوبة إلى رأسك ومنحك فرصة للحياة؟
يقول الله : ﴿ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعًا﴾.
وأنت إن كنت عاقلاً ومنصفاً، فستقول: "شكراً فقد أنقذتني من موت محقق. أما إذا كنت جاحداً أو مكابراً غبياً متعجرفاً فقد تصرخ في وجهه: لماذا تدخلت؟ دعه يواصل قتل اليمنيين ودعني أُقتل حفاظاً على (السيادة).
لكن دعنا نوسّع دائرة السؤال: ماذا نقول لمن تصدى للحوثي الإرهابي الذي يقتلنا منذ عقد؟ لمن دمّر مخازن أسلحة كانت تعد لقتلنا؟ لمن أضعف إرهابيين يستعبدون المواطنين في مناطق سيطرتهم وكانوا يستعدون لاجتياح مأرب والساحل وتعز والجنوب؟
وبعد كل هذا هل من الحكمة أن نرفع شعار "لا تتدخلوا في بلدنا" وكأن سيادتنا أهم من حياتنا بل وكان سيادتنا لم تكن منتهكة قبل هذا التدخل؟ أم أن المنطق والإنصاف يفرضان علينا أن نقول لهم شكراً.
العقل يفرض علينا أيضاً أن ندرك أن شكر من أبعد الخطر عنّا لا يعني منحه شيكاً على بياض بل هو اعتراف بالواقع وإدراك لطبيعة الصراع. المصالح قد تتقاطع أحياناً ، لكن العدو ليس من أوقف القاتل بل من كان يسفك دماءنا بدم بارد وما زال الإرهابيين الحوثيين طبعاً.
الحقيقة أن هذا التدخل الأمريكي فتح أمامنا فرصة لا تعوض لتحرير صنعاء واستعادة الجمهورية. فالمزايدات لا معنى لها والوطنية الحقيقية لا تُقاس بالشعارات بل باستعادة الوطن من يد الميليشيا الحوثية الإيرانية التي اختطفته. الفرص لا تتكرر ومن ينتظر أن تتحرر صنعاء دون دعم من الداخل والخارج ودون أن يطلق طلقة واحدة أو يبذل جهداً فهو إما غارق في الوهم أو متوطئ أو شريك في الجريمة.