لماذا ننتصر لمن يسرق حقوقنا ونعادي بعضنا؟

يعيش اليمن واحدة من أصعب الفترات في تاريخه، فقد سقط تحت وطأة أزمات متعددة، ابتداء بالأزمة الاقتصادية والسياسية مرورا بالأزمة العسكرية ونزولا عند الأزمة الاجتماعية التي مزقت المجتمع وفرقته مناطقيا وطائفيا .

في ظل هذه الفوضى بات من الصعب تصور كيف يمكن الخلاص من الطبقة السياسية الفاسدة التي نهبت وسرقت المال العام تحت مرأى ومسمع من الجهات الرقابية .

بالأمس فرضوا علينا حربا ووعدونا بانتصارات مزعومة، طرف يتحدث عن استعادة الشرعية وآخر يتحدث عن العدوان وكلاهما لم ينتجا سوى مزيد من ضياع الشرعية وضياع السيادة ومراكمة الخراب والدمار .

أما الفساد الذي عمموه على البلاد لم يعد مجرد مسألة أخلاقية أو قانونية فحسب، بل أصبح سرطان يأكل مؤسسات الدولة ويقوض بنية المجتمع، وأصبح الفاسدون هم الحكام الفعليون الذين قادوا البلد نحو هذا المنحدر .

ولا يخفى على أحد القهر واليأس اللذان بلغهما الشعب اليمني وفقدانه الأمل بعد أن رأى عملته الوطنية تنهار وحكومته مشلولة ونخبه السياسية والثقافية عاجزة عن فعل شيء .

كانوا بالأمس يعدون هذا الشعب بالرخاء، لكنهم سرعان ما حاصروه بالفقر والفساد وأصبح الفاسدون الذين لا يتجاوزون ١% من الشعب يستحوذون على مقدرات البلاد، تاركين البنية التحتية منهارة، فلا كهرباء ولا مياه نقية ولا تعليم أو صحة، وفوق هذا وذاك مازال المواطن اليمني يجند نفسه للدفاع عن آكلي حقوقه تحركه التعبئة الطائفية والمناطقية وبالرغم من الجوع الذي يقتاته هو وأسرته يوميا إلا أنه مازال يناصر الفاسدين ويعادي الفقراء أمثاله الذين يجمعهم به الفقر والجوع المشترك .