الرهان على الدولة وليس على المصالح الضيقة

منذ سنوات، ونحن نعيش في ظل وضع صعب، حيث تآكلت الدولة، وأصبحت المصالح الشخصية فوق أي اعتبار، وبدلًا من أن يتحمل المسؤولون مسؤولياتهم، اختار كثير منهم الابتعاد عن الواقع، والبقاء في الخارج بحجة الأوضاع الأمنية أو الظروف الاقتصادية، تاركين المواطنين لمصيرهم.

اليوم، عندما يأتي رئيس الوزراء د. أحمد عوض بن مبارك ليضع حدًا لهذا العبث، ويدعو الوزراء للعودة إلى عدن لممارسة عملهم من الداخل، نجد من يحاول إجهاض هذه الخطوة، ليس لأنها غير صحيحة، بل لأنها تصطدم بمصالح قوى اعتادت على إدارة الأمور من الخارج، دون أن تتحمل أي مسؤولية حقيقية تجاه الشعب.

منذ توليه منصبه، واجه بن مبارك تحديات هائلة، ومع ذلك، كان ثابتًا في توجهه لإعادة الاعتبار لمؤسسات الدولة، ووقف الفساد، والعمل من الداخل بدلًا من الهروب إلى الخارج. هذه الخطوة لم ترُق للبعض، فبدأت حملات التشويه والمطالبة بتغييره، ليس لأنه فشل، بل لأنه نجح في ضرب مصالحهم، ولأنه يريد أن يضع حدًا لحالة الفوضى والاغتراب السياسي التي تعيشها الحكومة.

ما نشهده اليوم ليس خلافًا سياسيًا، بل معركة بين من يريد استعادة الدولة ومن يريد الإبقاء على الوضع كما هو—حكومة مغتربة، ووزراء غائبون، وفساد مستشرٍ. السؤال الذي يجب أن نطرحه: هل نحن مع وجود دولة قوية تعمل من الداخل، أم أننا سنبقى أسرى المصالح الضيقة التي لا تفكر إلا في الامتيازات والمناصب؟

اليوم، على الجميع أن يقف مع رئيس الوزراء بن مبارك، لأن المعركة ليست معركة شخص، بل معركة إعادة بناء الدولة، واستعادة القرار الوطني، وإنهاء مرحلة الفشل التي استمرت طويلًا. فمن يريد التغيير الحقيقي، عليه أن يدعم العمل من الداخل، وليس التهرب منه.