هل صمت المجلس الرئاسي والحكومة اليمنية عجزًا أم ضعفًا سياسيًا؟...

الناشط الحقوقي أسعد أبو الخطاب

الصمتُ في الأزمات فنٌ عظيم، لكن يبدو أن المجلس الرئاسي والحكومة اليمنية قد أتقناه حدَّ الإفراط، حتى أصبحنا نتساءل: هل هذا الصمت علامة حكمة أم أن الصوت ببساطة قد ضاع بين أروقة المناصب؟..

إن صمت المجلس الرئاسي والحكومة اليوم يبدو وكأنه استراتيجية جديدة تعتمد على “عدم قول شيء لتجنب فعل أي شيء”...

لكن، هل يمكننا أن نعتبر هذا الصمت موقفًا؟..

أم أنه مجرد استسلام للأحداث التي تتراكم كثلوج في قلب صحراء؟..

صمت أم سياسة “لا تعليق”؟..

ربما يعتقدون أن الصمت يجنبهم المتاعب، لكن الواقع أنه يفاقمها.
الناس تنتظر القرارات، بينما المسؤولون مشغولون بما يبدو أنه تدريب مكثف على “التأمل العميق”.
هل الصمت هذا دليل على استيعاب عميق للأحداث، أم أن الفجوة بين القمة والقاعدة أصبحت بحجم محيط، فلا تسمع القاعدة ما تهمس به القمة، إن كانت تهمس أصلًا؟..

عجز أم ضعف؟..

دعونا نفكر بواقعية:

إذا كان الصمت عجزًا: فهذا يعني أننا أمام حكومة فقدت السيطرة تمامًا، ربما يفتقدون الأدوات، وربما الإرادة، وربما الاثنين معًا.
أما إذا كان ضعفًا سياسيًا: فهذا يعني أنهم يدركون حجم الكارثة، لكنهم يفضلون “انتظار المعجزة”، وكأن المعضلات الوطنية ستذوب وحدها دون تدخل...

ماذا ينتظرون؟..

هل ينتظر المجلس أن تحل الأزمات نفسها؟..

أم ينتظرون “التوجيهات الإلهية”؟..

أم أنهم ببساطة قرروا أن يكونوا جزءًا من الجمهور المتفرج على مأساة وطنية؟..

الشعب هو الحَكَم:
إن كان الصمت دليلًا على الحكمة، فإن الشعب لم يعد يرى هذه الحكمة.
وإن كان دليلًا على الضعف، فإن الشعب أيضًا لم يعد يملك رفاهية الصبر.
في النهاية، ما يجب أن يدركه المجلس الرئاسي والحكومة أن صمتهم لا يفسَّر بحسن النوايا، بل يُقرأ كإشارة واضحة على فشل ذريع في التعامل مع المسؤوليات...

الكلمة الأخيرة:
الشعب ينتظر إجابة، لا صمتًا… ينتظر قرارات، لا شعارات.
وإذا استمر الصمت طويلًا، فإن الصوت الوحيد الذي سيبقى هو صوت الشعب، والشعب عندما يتحدث بصوت واحد، لا أحد يمكنه تجاهلها..

– نائب رئيس تحرير صحيفة عدن الأمل الإخبارية..