أهـمـية الشـباب فـي المجـتـمع
يعتـبر الشباب؛ من أهم مكونات المجتمع وأساسًا لبناء مستقبله وتحقيق تقدمه، فالشباب ليسوا فقط القوة العاملة الأساسية، بل هم -أيضًا- محفزون للتغيير والتجديد، ولهم دور محوري في مختلف المجالات الإجتماعية، الإقتصادية والسياسية.
الشـباب في أي مجتمع؛ هم القوة العاملة التي يعتمد عليها الإقتصاد في معظم البلدان، بفضل طاقاتهم الكبيرة وإبداعهم، يسهمون في تحقيق الابتكار وتطوير القطاعات الاقتصادية المختلفة، فهم من يعززون الإنتاجية ويشكلون قاعدة واسعة من المهارات التي تساهم في نمو الصناعات التكنولوجية والصناعية والخدمية -علاوة على ذلك- فإن الشباب هم المحرك الأساسي للعديد من المشروعات الناشئة التي تساهم في تحسين الإقتصاد المحلي والعالمي.
كما يلعـب الشباب في ناحية أخرى؛ دورًا حاسمًا في تشكيل الاتجاهات الإجتماعية والثقافية، فهم أكثر قدرة على استيعاب التغيرات السريعة في العالم، سواء على مستوى التكنولوجيا أو أساليب الحياة، كما أنهم يساهمون في تعزيز القيم الإجتماعية الجديدة التي تواكب التغيرات، ويسعون إلى تحسين شروط الحياة في مجتمعاتهم من خلال مشاركتهم الفعالة في الأعمال التطوعية والمبادرات الاجتماعية.
فإعـطاء الشباب فرصة للقيادة؛ أحد الجوانب المهمة التي يجب أن نوليها اهتمامًا خاصًا، فمنح الشباب الفرصة للمشاركة في القيادة، سواء في المجالات السياسية، الإقتصادية أو الإجتماعية، يعزز من قدرتهم على إتخاذ قرارات مؤثرة تدفع المجتمع نحو التطور، فالشباب يمتلكون رؤية مختلفة وأكثر جرأة، وهم قادرون على طرح حلول مبتكرة للتحديات المعاصرة.
فمن خـلال هذه الفرص، يتعلم الشباب كيفية التعامل مع المسؤولية، واتخاذ القرارات في مواقف معقدة، مما يسهم في بناء قيادات قوية ومستقبل واعد.
كما يجـب الإشارة هنا إلى أن الشباب؛ هم القوة التي تدفع العملية السياسية نحو التحديث والمشاركة الفعالة، فهم من يساهمون في تعزيز الديمقراطية من خلال المشاركة في الإنتخابات، وإطلاق الحركات الإجتماعية التي تدعو إلى التغيير والإصلاحات في السياسات العامة، كما أن الشباب يمثلون قوة ضغط أساسية على الحكومات لضمان تحقيق العدالة والمساواة في المجتمع.
لكننا نقـول؛ على الرغم من أهميتهم الكبيرة، يواجه الشباب تحديات عديدة في عالمنا المعاصر، ومن أبرز هذه التحديات، البطالة، وقلة الفرص التعليمية، وضغوط الحياة الإجتماعية، هذه التحديات قد تؤثر على قدرة الشباب على تحقيق إمكاناتهم الكاملة والمساهمة بشكل فعال في المجتمع.
ومن هـنا؛ يأتي دور الحكومات والمؤسسات التعليمية والمجتمع بشكل عام، في توفير بيئة ملائمة لدعم الشباب وتمكينهم من التغلب على هذه العقبات.
أهمـية الشباب في المجتمع؛ لا يمكن التقليل منها، فهم يعتبرون القوة المحركة للتطور والتغيير في جميع المجالات، فمن خلال دعمهم وتوفير الفرص المناسبة لهم، يمكن للمجتمعات أن تبني مستقبلاً مشرقًا يعتمد على الإبتكار والعمل الجماعي.
لـذا؛ يجب علينا جميعًا أن نتعاون من أجل توفير بيئة مثالية تساعد الشباب على إظهار إمكاناتهم الكاملة والمساهمة في بناء عالم أفضل.
أ. مشارك د. هـاني بن محمد القاسمي
مستشار رئيس جامعة عدن للشؤون الأكاديمية
عـدن: 11. مارس. 2025م