غربة في الوطن !
منذ الاستقلال الوطني في عام 1967 وأبناء عدن يعانون من سياسة الإقصاء والتهميش سواء في الإدارة أو المشاركة السياسية أو التمثيل الحكومي رغم أن عدن كانت ولا تزال العاصمة التاريخية للجنوب والعاصمة الاقتصادية لليمن والعاصمة السياسية المؤقتة اليوم الا ان أهلها أصبحوا غرباء داخل مدينتهم يستبعدون من مواقع القرار بسلب حقوقهم السياسية والادارية ، لقد كانت عدن منذ القدم مدينة مفتوحة تحتضن الجميع دون تمييز لكنها اليوم تواجه تحديا وجوديا، حيث لم يعد لابنائها الدور الفاعل الذي يستحقونه في إدارة شؤون مدينتهم اقصاء لم يكن عابرا بل امتد لعقود من الزمن متجذرا في سياسات الحكومات والسلطات المتعاقبة التي تجاهلت عدن وابنائها وهمشتهم في مختلف المجالات.
ومن المؤسف أن هذه السياسة لم تقتصر على استبعادهم من المناصب والوظائف المهمة بل انعكست أيضا على الخدمات والبنية التحتية حيث تعاني عدن العاصمة اليوم من تدهور مستمر في مستوى الخدمات الأساسية، في وقت تدار فيه مقدراتها من قبل السلطات ولاتضع مصالح عدن واهلها في أولوياتها ، واقع خلق شعورا عاما بالغربة لدى أبنائها وكانهم غرباء في مدينتهم التي طالما كانت منارة للتمدن والتعايش والانفتاح ومع ذلك فان هذه المدينة الصامدة لم تفقد هويتها وروحها ولا يزال أبناوها يعملون على استعادة دورهم وحقهم المشروع في إدارة شؤونهم بعيدا عن التهميش والوصاية ، ان عدن تحتاج اليوم إلى إعادة الاعتبار لأبنائها والى سياسات تعيد لهم حقوقهم المسلوبة ليكونوا جزءا أساسيا في رسم مستقبل مدينتهم بدلا من ان يبقوا على الهامش يعانون من تهميش قسري أصبح جزءا من معاناتهم اليومية.
فهل ان الأوان ان تستعيد عدن وابنائها دورهم الطبيعي في مدينتهم ! ام ان سياسة الإقصاء ستظل مستمرة تدفع عدن وأهلها نحو مزيد من التهميش والهجرة ؟