حرب غزة..كلمة السر!

يتصدر المشهد علاقة وطيدة بين ترامب ونتنياهو، يقابلها أصرار عجيب على تهجير الشعب الفلسطيني بعد حرب غزة، بل تهديد دول الجوار بنبرات مبطنة في حال استمرار رفضها مقترحات ترامب.

هذا المشهد الجديد يحمل كلمة سر يتصدرها الأثرياء السياسيون في إسرائيل والولايات المتحدة ،ومعرفة هذا السر يتوجب تجميع وربط المعلومات بخصوص حكم شبكة الأقلية من المليارديرات التي يقودها عمالقة شركات التنقيب عن النفط والغاز الطبيعي المسال، والتشييد العقاري ،وبالطبع الاستثمار في أسهم عمالقة التكنولوجيا.

لقد نشرت صحيفة الجارديان البريطانية في23 يناير 2025في تقرير لها بإن شركات النفط الكبرى أنفقت 445 مليون دولار في الدورة الانتخابية الأخيرة ليحقق ترامب الفوز ، والتأثير على مقاعد الكونجرس ذي غالبية جمهورية.يتضمن هذا الرقم التمويل من يناير 2023 ونوفمبر 2024 للتبرعات السياسية وممارسة الضغط والإعلان لدعم المسؤولين المنتخبين، وسياسات محددة ،وكان على رأسهم ترامب.

كماقال جيم كريمر من سي إن بي سي" CNBC" في أحدث ظهور له إن الشركات المرتبطة بالغاز الطبيعي والنفط ستزدهر في ظل إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب والكونغرس ذي الأغلبية الجمهورية.

بماأن نتنياهو فاسد ويملك عقارات في كاليفورنيا ونيويورك وعمل مستشاراً لشركةBCG Consulting

 "بوسطن الاستشارية" الأميركية. وسبق تعينهُ مستشارًا فيما بعد في شركةHPS "الهايتك بايمنت سيستم"..حيث تقدر بعض المصادر غير المؤكدة بأن ثروة نتنياهو تصل إلى 80 مليون دولار، بينما ترى مصادر أخرى أنها تصل إلى 50 مليون شيكل (14 مليون دولار) وفقا لصحيفتي "تايمز أوف إسرائيل" و"هآرتس".

نبسط الحديث بأن نتنياهو مستشار استراتيجي لترامب!!ويبدو أنه دفع به للاستثمار في فلسطين المحتلة و/ أو تمكين شركات الغاز الطبيعي المسال من الصفقة.

حيث تقدر احتياطيات النفط والغاز في الأراضي الفلسطينية بنحو 1.5 مليار برميل من الخام و1.4 تريليون قدم مكعب من الوقود الأزرق، حسب مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (UNCTAD)، وقال المؤتمر في تقرير له: "أكد علماء جيولوجيون واقتصاديون في مجال الموارد الطبيعية أن الأرض الفلسطينية المحتلة تقع فوق خزانات كبيرة من ثروة النفط والغاز الطبيعي، في المنطقة (ج) من الضفة الغربية المحتلة وساحل البحر المتوسط قبالة قطاع غزة".

ياسادة "عاز غزة"كلمة السر في كل مايجري والكنز الذي تريده إسرائيل ومن ورائها الولايات المتحدة، وبالطبع تريد من سواحل غزة مشروع استراتيجي من شأنه ربط إسرائيل اقتصادياً بدول العالم،وذلك ردًا على المشروع الصيني العملاق “الحزام والطريق"..وهذة كلمة السر الأخرى.

ختامًا يتوجب على القادة والنخب العربية الملياردية عمل تكتل اقتصادي ضخم، يمكنهااختراق منظومة الأقلية الملياردية الأجنبية ومستشاريها التي تحكم العالم في استثمارات الغاز والعقارات والخدمات اللوجيسيتية، ليتم إعادة تشكيل خريطة فلسطين حسب المصالح السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية العربية.

باحث استراتيجي.