باحث ماجستير : خالص الود للدكتور قاسم الذي أجده مثلًا أعلى أقتفي خطاه...
منبر الاخبار / خاص
بحضور نخبة من الأكاديميين والمثقفين والمهتمين وفي صالون علمانيون وسط البلد في العاصمة المصرية القاهرة وفي ندوة فكرية فلسفة أقيمت مساء أمس الجمعة أدارها الاستاذ محمد اسماعيل وحاضر فيها البروفيسور قاسم المحبشي حول كتابه ( فلسفة التاريخ في الفكر الغربي ) في جزئين..
وكما كان للحضور مكانتهم الفكرية والفلسفية في المتابعة والاستماع والتفاعل مع كل كل فكره او شذره أو معلومة أو سياق تاريخي فلسفي ... فقد عكس ذلك الاهتمام بالبروفيسور قاسم نيله استحقاق الإنصاف بالثناء والتقدير بل واستحقاق أن يكون مثلا أعلى وان يقتفى أثره وحطاه .. كما جاء ذلك في ختام منشور الاستاذ نادر حميد على يومياته في الفيس بوك وهو باحث ماجستير ويحب الفلسفة ومن المهتمين بكتابات البروفيسور قاسم ...والمنشور هو خلاصة ونتاج حضوره واستماعه للمحاضرة ..
واستهل نادر حميد منشوره بقوله : نتهيت من سماع محاضرة كانت في غاية الإمتياز للدكتور: Qasem Abed Almahbashi(قاسم المحبشي)، محاضرة في صالون "علمانيون"، تناول خلالها الدكتور تقديم تصور أولي لكتابه حول "فلسفة التاريخ"...
مضيفا : باقتضابٍ مركز، كان الدكتور يحلّق مُضيئًا لنا ومضات فلسفية حول طبيعة حركة التاريخ، ابتداءً من اليونان وانتهاءً بأمريكا. وقد ألمح في سياق الحديث اقتران ظهور فلسفة التاريخ بحدوث أزمات حضارية جعلت من أوغسطين وابن خلدون يقدمان رؤى فلسفية للتاريخ، والتي اعتبرت من بواكير الأعمال التي انبنت عليها صروح الفكر البشري التي نراها اليوم..
مشيرا إلى : إن فلسفة التاريخ تمتاز على التأريخ العادي بكونها لا تكتفي بالوصف، وإنما تذهب للتساؤل سعيًا لفهم المسببات. لذلك، أرى أننا لا نزال بحاجة لأن نشترع لأنفسنا مسارًا تساؤليًّا يحيط بما حولنا من أحداث. وأن نعمل، كما حرص الدكتور في أطروحته، على تأصيل رؤى لأفكارنا بعيدًا عن اجترار النصوص والتعريفات والنظريات على عواهنها. فرغم طبيعة المادة التي تناولها الدكتور قاسم، إلا أنه حرص على التعامل مع المفاهيم التي أمامه بعيدًا عن سياقاتها الشائعة، لأنه وجد في تلك السياقات لبسًا لابد من إزالته، لذلك عمد إلى إعادة تعريف مفاهيم الحضارة والثقافة والمدنية...
لافتا إلى قوله : كانت المحاضرة ثمينة جدًا وسريعة، ولكن مع ذلك استطاعت أن تقدم مهاميز لطبيعة حركة الفكر والمسائل عبر التاريخ، محيلة إيانا لأهمية مراجعة تاريخ الفكر من خلال المطالعة والتساؤل الدائم..
مؤكدا بقوله : الدكتور قاسم المحبشي من القلائل الذين يجب أن نوليهم اهتمامنا، لأنهم كنوز قيمة. كيف لا ونحن في بلدٍ قلَّ فيه المفكرون بشكل يبعث على الفزع؟ خالص الود للدكتور قاسم الذي أجده مثلًا أعلى، أقتفي خطاه...
تجدر الإشارة هنا إلى أن الفيلسوف المصري المخضرم الاستاذ الدكتور مصطفى النشار قد تفضل مشكورا بقراءة الكتاب وتقديمه .
وكتب وقال : إن علينا أن نكف عن تقديس الماضى ومحاولة احيائه لأن هذا مسار محكوم عليه بالفشل ، كما أنعلينا أن نكف عن الاكتفاء بالنظر إلى ماتحت أقدامنا متشبثين باللحظة الحاضرة لأن الأحداثالعالمية والقوى العالمية المحركة لها سرعان ماتدهس الحاضر وتتجاوزه محاولة تحقيق أهدافهاالخاصة فى السيادة والهيمنة وان لم نكن قادرين على قراءة ذلك والوعي به والاستعداد له سنكونمن بين ماتدهسهم الأقدام .. وكم يؤلمنى قول القائل أننا أمة لاتفكر فى المستقبل ولاتهتم به وغيرمستعدة له وليس لديها علماء مستقبليات ولاعلما للمستقبل..الخ!!
وليس أفضل من الرد على هذه المقولات المحبطة إلا هذا الكتاب الذي بين أيدينا وأمثاله ؛ فلقد بدأنانهتم منذ فترة ليست بالقليله بالمستقبليات عموما وبفلسفة التاريخ خصوصا وهى من الفروعالفلسفية المهتمة كما سبقت وأشرت بالتنبؤ بالمستقبل وتقديم الرؤى التنبؤية حول مساراتالتحولات التاريخية والحضارية .
إن هذا الكتاب الذى أسعد وأتشرف بتقديمه للقارئ العربي اليوم هو أحد تجليات هذا الاهتمامبالقراءة الشاملة للتاريخ وأحداثه ومساراته حيث يقدم لنا مؤلفه الدكتور قاسم المحبشى عرضاوافيا وشافيا لأهم ماقدمه فلاسفة التاريخ المحدثين والمعاصرين من رؤى ونظريات مفسرة للتاريخورؤى هؤلاء الفلاسفة التنبؤية بما يمكن أن يحدث فى المستقبل من انهيار لحضارات وصعودأخرى.
وقد تميز هذا الكتاب الذي بين أيدينا بعدة مميزات لعل أهمها هو سلاسة أسلوبه فى العرضالذي يكشف عن مدى وعي وفهم د. قاسم لكل ماعرضه فهما أدى إلى ذلك العرض الشيق الجميلالذي تضافرت فيه المعلومات التاريخية التى تشكل خلفية النظريات الفلسفية المفسرة للتاريخوالخلفية الفكرية لأصحابها مع النظريات الفلسفية التى توقف عندها لدى فلاسفة التاريخالغربيين .
كما أن هذا العرض تميز لدى صاحبه حقيقة بغزارة المادة العلمية التى استند إليها ، ومن ثم فقدنجح فى المزج بين ماهو تاريخى وماهو فلسفي بشكل جذاب وممتع للقارئ فلا يكاد يشعر بالملللا من المعلومات والخلفيات التاريخية التى يقدمها ولا من النظريات الفلسفية التى آثر أن يتوقفعندها ...