"بترومسيلة" الوجبة الشهية التي لا تفارق مائدة اللصوص

يبدو أن شركة بترومسيلة لم تعد مجرد صرح وطني يفخر به كل يمني، بل أصبحت أشبه بـ"طبق شهي" يحاول البعض قضم أطرافه بحملاتهم الممنهجة. وبالطبع، ليست تلك الحملات بريئة، بل تقف خلفها "عبقرية الشر" التي لا ترى في النجاح سوى فرصة للتشويه.

في مشهد أشبه بمسرحية ساخرة، يظهر أبطال الحملة المزعومة وهم يرفعون شعارات مكافحة الفساد بكل حماس. لكن المشكلة أن شعاراتهم لا تحمل إلا "رائحة الفساد" نفسها، كأن الفاسد قرر أن يرتدي قناع المحارب ضد الفساد!

وهنا، كما يقول الناشط عبدالناصر مختار (الذي يبدو وكأنه خرج من رواية غامضة): "من أساليب الفاسدين العبقرية استخدام شعارات نبيلة كغطاء لأعمالهم المشبوهة". ولأنهم لا يجدون جرأة كافية للذهاب إلى الجهات المختصة، قرروا الاعتماد على وسائل أكثر "إبداعًا" مثل فيسبوك وتويتر، حيث أصبحوا قضاة وجلادين في نفس الوقت.

فكروا للحظة: إذا كانت شركة بترومسيلة حقًا بهذا القدر من الفساد الذي يدّعونه، لماذا لا يتفضل أحدهم ويتجه للنائب العام؟ أم أن الطريق إلى هناك مليء بالحفر والمطبات التي لا يمكنهم تجاوزها؟

بصراحة، يبدو أن القصة ليست أكثر من محاولة لصنع دراما مجانية تليق بمسلسل رمضاني. الفرق الوحيد أن الضحية هنا ليست مجرد شركة، بل سمعة وطنية تبذل كل ما لديها لخدمة المواطن، في حين أن من يهاجمها يبذل كل ما لديه لخدمة مصالحه الخاصة.

في النهاية، لا يسعنا إلا أن نتساءل: هل أصبح النجاح في بلادنا جريمة تُعاقب بالتشويه؟ أم أن بعض الأقلام لا تستطيع أن ترى النجاح إلا من خلال منظار أسود؟ السؤال مطروح، والإجابة ربما نسمعها يومًا ما... أو ربما لا.