الاره،ابي عبدالسلام فليتة… قناع الدبلوماسية وذراع التضليل السياسي للملي،شيات الح،وثية
عندما يذكر اسم الارهابي عبدالسلام فليتة الذي يقدم في الإعلام الحوثي بكنية محمد عبدالسلام يتبادر إلى الذهن المتحدث باسم المليشيات والمفاوض الذي يملى الشاشات الحوثية والإيرانية ومنصات التواصل الاجتماعي بالحديث عن السلام والحلول السياسية ولكن ما وراء الصورة ليس إلا الوجه الآخر لآلة تضليلية تتقن صناعة الأكاذيب وتوظيف اللغة لتجميل أبشع مشروع انقلابي في تاريخ اليمن الحديث.
ولد الارهابي عبدالسلام فليتة في صعدة المحافظة التي كانت مهد أفكار الأرهابي الهالك حسين بدر الدين الحوثي ومنها انطلق المشروع الطائفي العنصري الذي غذى النزعة السلالية تحت غطاء ديني وفي بيئة مشبعة بخطاب الحقد والاصطفاء ونشأ فليتة وتفتحت شخصيته على منابر التحريض الإعلامي قبل أن يجد نفسه في موقع المتحدث الأول باسم المليشيات ولم يكن ظهوره في المشهد صدفة وانما نتاج لطبيعة المليشيات الارهابية التي تبحث عن وجوه ناعمة لتسويق نفسها بينما يغرق قادتها العسكريون في الدم وكان لا بد لها من لسان سياسي يبرر الجرائم والانتهاكات والارهاب ويروج للأكاذيب وهكذا صعد فليتة إلى الصفوف الأولى.
وعقب الإقلاب الأسود على الدولة اليمنية في سبتمبر ٢٠١٤ أوكلت إليه مهمة التفاوض كشف الارهابي عبدالسلام عن براعة في لعب دور مزدوج أمام المجتمع الدولي يتحدث عن وقف الحرب وتغليب الحوار لكنه في الداخل يشيد بالقتال ويحرض على ما يسميه الجهاد ضد العدوان التناقض لم يعد ازدواجية عابرة وانما استراتيجية محسوبة فهي تمنح المليشيات الإرهابية فرصة لتضليل الوسطاء الدوليين وكسب الوقت وفي الوقت نفسه تضمن شد العصب الداخلي للمقاتلين واستمرار الحرب التي تصب في صالح بقاء المليشيات وتحولت بيانات فليتة وتصريحاته إلى حائط صد سياسي يقي المليشيات من أي ضغط دولي جاد ويسمح لها بالتمدد على الأرض بينما يخدع البعض بلغة السلام المصطنعة.
لم يكتف الارهابي عبدالسلام بلعب دور المفاوض وكان صناع والمشرف المباشر على التغطية الإعلامية والسياسية لجرائم المليشيات وعندما كانت صواريخ المليشيات تنهال على أحياء مأرب وتعز والحديدة وعدن ولحج والضالع وغيرها من المناطق اليمنية كان يطل نافيا مزيفا الحقائق متهم الآخرين بارتكاب ما هو في الحقيقة من صنع جماعته كما لم تعدى دوره إلى تبرير حملات الاعتقال والإخفاء القسري التي طالت المعارضين والصحفيين وشارك في التغطية على نهب المساعدات الإنسانية مستخدم منابر الدول الداعمة للمليشيات للضغط من أجل وقف أي تحقيقات دولية بشأن انتهاكات المليشيات الحوثية وكان بمثابة واجهة سياسية لتبييض الجرائم يخفي خلف الكلمات الناعمة حقيقة مليشيات تستمد وجودها من القمع والقتل والنهب والارهاب.
لا يمكن فصل الارهابي عبدالسلام فليتة عن المشروع الأكبر الذي يخدمه فهو لم يكن يوما متحدث رسمي ولكنه رسول المليشيات إلى طهران وحزب الله والحرس الثوري وناقل رسائل قيادتها العليا إلى داعميها الإقليميين ويتضح أن صورته كمفاوض عقلاني أمام المجتمع الدولي ليست إلا محاولة لإخفاء ارتباط مباشر بالمشروع الإيراني في المنطقة وهو نموذج حي على كيفية استغلال الهاشمية السياسية لأشخاص يملكون القدرة على التلاعب بالخطاب من أجل تمرير أجندة طائفية وسلالية تحت عباءة السياسة.
قد يظن البعض أن الخطر يكون في القيادات العسكرية التي تدير المعارك على الأرض ولكن التجربة اليمنية أثبتت أن أمثال الارهابي عبدالسلام فليتة لا يقلون خطورة فالرصاصة تقتل فرد لكن الخطاب السياسي المضلل يقتل قضية بأكملها ويعطل مسار السلام لسنوات وساهم فليتة في إطالة أمد الحرب وأعطى الانقلاب غطاء شرعي زائف وأضعف ثقة المجتمع الدولي بالمسار السياسي وجعل ملايين اليمنيين يدفعون ثمن لعبة الكلمات التي يتقنها.
فمعركة اليمنيين مع المليشيات الحوثية لا تقتصر على الجبهات العسكرية وتشمل كشف الأقنعة التي يحاولون التخفي خلفها فليست بيانات عبدالسلام ولا مفاوضاته إلا وسيلة لخداع الداخل والخارج وإطالة عمر مشروع سلالي طائفي كهنوتي يسعى لإعادة الحكم العائلي تحت لافتة الدين فإن مواجهة الارهابي عبدالسلام فليتة وأمثاله تعني ببساطة فضح التضليل وتعريته أمام الرأي العام المحلي والدولي وكشف حقيقة أنه ليس صوت للسلام وانما لسان سام لتزييف الواقع وتلميع الانقلاب.
الارهابي عبدالسلام فليتة يبقى واحد من أخطر وجوة المليشيات الخوثية ليس لأنه يرفع السلاح وانما لأنه يرفع الكلمة كسلاح أخطر يوظفها بذكاء لخدمة مشروع دموي وهو المفاوض الذي يطيل الحرب والمتحدث الذي يشرعن الجرائم والوسيط الذي ينقل رسائل التبعية إلى طهران وباختصار هو قناع الدبلوماسية لوجه المليشيات الحقيقي ووجه يسعى لخنق اليمنيين تحت راية السلالة بينما يتغنى بالسلام أمام عدسات الكاميرات ورواد منصات التواصل الاجتماعي .