عفيفي يكتب عن : "ماذا قدمت السعودية العظمى لليمن"؟...

عفيفي يكتب عن : "ماذا قدمت السعودية العظمى لليمن"؟...

منبر الرأي / موقع منبر الاخبار ...

كتب / علي عفيفي الاهدل ..
منبر الرأي / موقع منبر الاخبار

المملكة العربية السعودية، تلك الراية التي ترفرف عزةً في سماء العرب، وتظل ثابتةً كالجبل في وجه العواصف، هي القائد الحكيم في زمن تتشابك فيه الأقدار...

لم تكن المملكة يومًا مجرد شقيقٍ عابرٍ لليمن، بل كانت شقيقًا حقيقيًا في العروق، متجذرًا في عمق الوجود، لا تَرضى أن ترى هذا البلد الشقيق في ليلٍ دامسٍ بلا فجر، ولا تحت ظلٍ كثيفٍ بلا شمس. في ظل تقلبات الزمن وظروفه القاسية، كانت المملكة هي اليد التي لا تكل ولا تمل، تمد بالعون في أصعب المواقف، وتدفع بالأمل في أشد اللحظات ظلمة...

حينما تأزمت الحال في اليمن واحتدمت أزماته، كانت المملكة العون الأول في شتى الميادين، تَمدُّ بمعوناتها التي لم تتوقف، وتفتح أبوابها رحمةً ومساعدةً. لم يكن الدعم السعودي مجرد واجبٍ فرضته الجغرافيا أو السياسة، بل كان تعبيرًا عن أسمى معاني الأخوة، بلغة لا تحتاج إلى تبرير، وبيد لا ترتجف. في الساحات السياسية، كانت المملكة صوت الحكمة الذي لا يتلعثم، والمرشد الذي لا يضل. ساعدت في جمع أطراف اليمن المتنازعة، كما يجمع الراعي شتات قطيعٍ ضائع، وزرعت بذور السلام بين شعوبٍ متفرقة، واستطاعت أن تترجم الجهود إلى مواقف عملية، تنشد السلام في قلب العاصفة...

لكن دور المملكة لم يقتصر على السياسة فحسب، بل تعداها إلى الميدان الإنساني، حيث كانت المعونات السعودية تنساب كالنهر الذي يروي الأرض العطشى. على مدار سنوات الأزمة، كان الإنسان اليمني هو محور اهتمام المملكة، فكانت قوافل الإغاثة تُرسل لا تكل، وكانت المستشفيات والمراكز الطبية تتلقى الدعم بلا انقطاع، في صورة من أسمى صور التعاون والتضامن. المملكة لم تقتصر على تأمين الغذاء والدواء، بل كانت تمد الأيدي بالأمل، وتزرع في النفوس الطمأنينة، وتخاطب القلوب التي تفتقد الاستقرار، فكان عملها كما هو عمل النور الذي يضيء الطريق لأبناء اليمن الذين عانوا في دهاليز الحروب والمحن...

وإذا كانت المملكة في ميدان الدعم الإنساني قادرة على رفع الأعباء عن كاهل اليمنيين، فإنها كذلك كانت، وما زالت، الوسيط الحكيم في الساحة السياسية. في جميع مراحل الأزمة، كانت السعودية تبذل جهودًا مستمرة لنزع فتيل الفتنة، وكأنها القائد الذي يعرف أين تلتقي الأنفاس ويعرف كيف يشعل شمعة الأمل في قلب العتمة. لم تكن السعودية مجرد متفرج، بل كانت فاعلًا رئيسيًا في رسم خارطة الطريق للسلام، وهو ما يترجم فلسفتها العميقة في السياسة: لا هزيمة إلا في الجهل، ولا سلام إلا في الحوار...

إنَّ دعم المملكة لليمن، في جوهره، هو رسالة حب غير مشروطة، ودعم لا ينتظر جزاءً ولا شكورًا، بل هو عطاءٌ متجدد ينبع من أصول الضيافة العربية وأخلاقيات النخوة، ويمتد كالشجرة التي تظل جذورها ضاربة في الأرض، وفروعها تمد في السماء، لا تنقطع ولا تفنى. كانت السعودية بحق، سيدة مواقفها، كما هي سيد السياسة والحكمة في هذا العصر....