“الفريد نورس فريد ”

“الفريد نورس فريد ”

منبر الأخبار

 

 

بقلم/ناجي محمود العيفري 

ربما لانه ابن الراحل الكبير الأديب "فريد بركات" فحظي بشخصية غير عادية ، لطيف ، وودود،  وعملي ، يدير أصعب الملفات بحنكة واقتدار،  فاستطيع الحديث عنه بكل صدق ولاأغالي ان قلت عنه انه رجل مسؤول جدير بالمسؤولية في زمن اللا مسؤولية ، والمحنك الحازم في زمن التراخي .

ينتمي لأسرة مثقفة ومناضلة لها رمزيتها ومكانتها، عوضا عن ذلك ان لها درسا مكثفا في كتاب الثقافة الجنوبية ، ظلمت في ظرفية زمنية معينة عندما تعارضت لغة البنادق مع لغة الأقلام ،تلك الفترة التي فرضت على الطرفين فرضا كما وصفها عمة صاحب السطور "زكي بركات" في آخر المطاف ، كلمات عندما وقعت عليها عيني بكيت مما فيها من اختصار لجرح دامي أصاب الوطن انذاك، حكى مرحلة تجاوزت لغة الحوار نتج عنها إنفجار البركان ، حديثي هنأ من باب أخذ الدرس والعبرة من تلك المرحلة التي طويناها في 2006 عام التصالح والتسامح الذي عبرنا عنه  جميعا ،كشعب، في كل المناسبات الوطنية الجنوبية ، ليصيرا مبدأ أساسيا من أساسيات الثورة .

اتذكر عندما أتيت إلى عدن للدراسة ، وفور وصولي بدأت أسأل أصدقائي وزملائي في الدراسة عن أدباء هذه المدينة التي لا تشيخ أبدا، وكنت أظن أنهم لا يشخون ولا يموتون كما هو طبيعتها،  بحثت باهتمام بالغ لعلي أجد من يدلني عنهم أو يخبرني من الذي مازال منهم حيا? كي أزورهم واستمع إليهم .وقد زرت البعض ولم اتوفق في لقاء الآخرين، تعرفت على الدكتور واعد عبدالله باذيب  ابن المفكر الكبير عبدالله باذيب في بداية تأسيس الحراك وكان أحد أبرز مؤسسي الحركة الجنوبية ، وآخيرا في العمل تعرفت على نورس فريد بركات ضيف مقالي وهو ابن الشاعر الكبير فريد بركات  ، هؤلاء كانوا روادا للفكر والتنوير الجنوبيين في العصر الحديث ، الذين ساهموا وبشكل فاعل في هدم بيوت الجهل لينيروا الطريق أمام كل الأجيال القادمين إلى الحياة، فكان مجيئهم إلينا كمجيء المطر بعد القحط الذي يحي الأرض وينبت الزرع ،فهكذا جاؤا بعد أن داسوا  أزمان الجهل والتخلف التي كادت تشبه إلى حد كبير زمن العصور المتخلفة وأكثر من ذلك .

وأود قبل أن انهي مقالي الإشادة بمعالي الوزير التكنوقراط الدكتور عبدالسلام حميد وزير النقل ، الذي اتخذ قرارا بترفيع النورس في إحدى مؤسسات النقل ، وإن دل ذلك على شيء فإنما يدل على الروح النضالية والوطنية لمعاليه، وذلك باهتمامه بأبناء المناضلين والمثقفين ،كيف لا وهو من بيئة النضال والثورة منذ انضمامه للطلائع ثم شباب ج ي د ش في الزمن الجميل ، وانا هنا لا أعني أن المسألة مسألة نضال وثقافة فحسب فهذا من جانب واحد ، أما عن الدور المهني والعملي فلا يختلف إثنان أنه واحد من أكفى المسؤولين الشباب في حنكته وكفاءته ونشاطه في بلاد مكدسة بالمسؤولين الخاملين الذين ليس لهم أي دور، والنتيجة من هذا أن الدكتور عبدالسلام حميد لديه منهجية واضحة في التوظيف فلم يوظف ضالعيا إطلاقا فله نظرة ثاقبة ينظر لها في اتجاهين أما الاتجاه الأول فهو يعتمد على الكفاءة والمعيار الثاني ينظر لوزن الأقوام التاريخية التي سكنت هذه المنطقة الجغرافية "عدن" ورفع الإقصاء الذي لحق بهم خلال السنين الفارطة. 

هو يقوم بعمل اعتيادي في الحالات الطبيعية ، ولكن في ظرفية زمنية خاصة التي تعيشها البلاد التي فيها أغلب المسؤولين كأنهم ضيوف ونزلاء وليسو في خدمة الناس ، يبقى هذا النورس حين يتحرك يفرض ذاته على الجميع ، يقاتل بكل شراسة في تحقيق المهام الموكلة له في الميدان العملي ،الإشادة به شرف والإعتزاز به مبعث أمل كبير ومكسب في رصيد وزارة النقل .

في فترة زمنية ليست بالبعيدة أي بعد الحرب عمل على التنسيق والمتابعة المستمرة مع الجهات ذات العلاقة بالنقل لأرساء قواعد الهيئة واستطاع بنجاح عالي إنجاز ما يستحال إنجازه وكسب ود كل الجهات ذات العلاقة بها ، وأستطيع الشهادة أنه مهندس علاقات الهيئة بكل الجهات ذات العلاقة.