“ممثل الحراك التهامي السلمي الدكتور عصام شريم يكشف ازدواجية الأمم المتحدة وعجزها عن حل الأزمة اليمنية”..

في مشهد يعكس الإحباط العميق تجاه الدور الدولي في الأزمة اليمنية، أطلق الدكتور عصام شريم، ممثل الحراك التهامي السلمي، خلال مؤتمر مركز جنيف لحوكمة قطاع الأمن (ديكاف)، انتقادات لاذعة ضد الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص إلى اليمن...

شريم، المعروف بصراحته وجرأته، لم يتردد في توصيف المنظمة الدولية بأنها أصبحت جزءًا من الأزمة اليمنية، بدلًا من أن تكون مفتاحًا لحلها. واتهم شريم الأمم المتحدة بأنها تحولت إلى جزء من المشكلة، مشيرًا إلى أن اتفاق استوكهولم، الذي قُدم كخطوة إنسانية، أصبح عقبة جديدة أمام تحقيق السلام. وأوضح أن الاتفاق، تحت غطاء “الحلول الإنسانية”، خلق بيئة سياسية معقدة سمحت للحوثيين بالتوسع، بينما تراجعت الجهود الحقيقية لإنهاء الحرب...

وأكد شريم أن المؤتمرات الدولية المتعلقة باليمن أصبحت، وفق وصفه، “لقاءات بلا مصداقية”، وتهدف فقط إلى طرح حلول نظرية دون أي التزام بتنفيذ خطوات عملية على الأرض. وأضاف أن المنظمة الدولية تعجز حتى عن معالجة قضايا صغيرة، مثل إطلاق موظفيها المحتجزين لدى الحوثيين، متسائلًا عن قدرتها على إحداث تغيير حقيقي في ظل هذا العجز. كما أشار شريم إلى ازدواجية المعايير التي تتبعها الأمم المتحدة في التعامل مع الانتهاكات في اليمن، موضحًا أنها تغض الطرف عن معاناة المناطق الخاضعة للحكومة الشرعية..

بينما تتحرك بسرعة عند المساس بالمصالح الغربية، مثل تهديد البوارج الأمريكية والبريطانية في المياه اليمنية. ووصف هذا التناقض بأنه انحياز صارخ يثير الشكوك حول حيادية المنظمة. وفي سياق حديثه عن قضية تهامة، انتقد شريم بشدة تعطيل الأمم المتحدة للجهود الرامية إلى تحرير أراضي تهامة من سيطرة الحوثيين. وأكد أن أبناء تهامة لديهم حق مشروع في الدفاع عن أراضيهم وكرامتهم، إلا أن هذه الجهود تُواجه بمبررات تخدم أجندات خارجية لا تصب في مصلحة الشعب اليمني...

وفي ختام كلمته، دعا شريم الأمم المتحدة إلى الاعتراف بعجزها في حال عدم قدرتها على تقديم حلول حقيقية، مؤكدًا أن السلام في اليمن يجب أن ينبع من إرادة الشعب اليمني نفسه. واعتبر أن الحل لن يأتي عبر التدخلات الخارجية، بل عبر تمكين اليمنيين من تقرير مصيرهم بعيدًا عن المصالح الدولية. تصريحات شريم تمثل صرخة احتجاج ضد الانحياز الدولي، ودعوة لاستعادة زمام المبادرة من قبل اليمنيين لتحقيق السلام الحقيقي في بلادهم...