كل شخص يُؤذي الناس بمقدار النقص الذي به !!!!!!..
أسعد أبو الخطاب
في عالم تتصارع فيه الأفكار وتتصادم فيه الأهواء، تبرز ظاهرة مؤسفة لكنها شائعة: الأذى الذي يلحقه الأفراد بالآخرين دون مبرر واضح.
قد يتساءل البعض:
لماذا يُقدم شخص على إيذاء آخر؟
ما الذي يدفعه إلى أن يكون مصدر ألم ومعاناة؟
الجواب غالبًا ما يكمن في الداخل، حيث يكون الإنسان أسيرًا لنواقصه.
الأذى مرآة للنقص الداخلي:
كل إنسان يحمل في داخله خليطًا من المشاعر والتجارب التي تُكوّن شخصيته وتصقل طباعه.
لكن، عندما يعاني الشخص من نقص في الحب، التقدير، أو الثقة بالنفس، يتحول هذا النقص إلى دافع خفي يدفعه للتعبير عن ألمه بطرق مؤذية للآخرين.
كأنما يحاول إسقاط ضعفه على غيره ليشعر بالتفوق أو القوة الزائفة.
الشخص الذي يُحركه النقص الداخلي، يبحث عن وسائل للسيطرة أو للتقليل من شأن الآخرين، معتقدًا أن ذلك سيعوضه عن شعوره بالعجز. لكن الحقيقة هي أن الأذى لا يجلب له الراحة، بل يزيد من شعوره بالنقص ويُغذي دوامة لا تنتهي من الصراعات الداخلية.
الأذى كوسيلة هروب:
قد يُستخدم الأذى أيضًا كوسيلة للهروب من مواجهة الحقائق المؤلمة.
الإنسان الذي يخشى مواجهة فشله أو ضعفه، يلجأ في بعض الأحيان إلى إلقاء اللوم على من حوله أو التصرف بأسلوب عدائي.
هذه التصرفات، التي تبدو مُدمرة للآخرين، تُخفي في طياتها رغبة الشخص في حماية ذاته من مواجهة حقيقة مؤلمة.
كيف نتعامل مع هؤلاء الأشخاص؟
التعامل مع الأشخاص الذين يؤذوننا بسبب نواقصهم يتطلب وعيًا وإدراكًا بأن أفعالهم تنبع من أوجاع داخلية لا ترتبط بنا شخصيًا.
من الضروري أن نحافظ على مسافة آمنة ونحمي أنفسنا من التأثيرات السلبية لهذه الأفعال، دون أن نفقد تعاطفنا الإنساني.
يمكن أن تكون الخطوات التالية مفيدة:
1- تحديد الحدود: لا بد من وضع حدود واضحة لحماية النفس من الأذى المتكرر.
2- الوعي بالمسببات: فهم أن الأذى هو انعكاس لنقص داخلي يُساعد في تجنب أخذ الأمور بشكل شخصي.
3- التعاطف المشروط: رغم أهمية الحفاظ على التعاطف، يجب أن يكون مقترنًا بالوعي والحذر.
الخاتمة:
في النهاية، يجب أن ندرك أن كل شخص يعبر عن نقصه بطرق مختلفة، وبعضهم يلجأ للأذى كوسيلة للتعويض.
لكن هذا لا يعني أن نتسامح مع الأذى، بل نفهم مصدره ونحمي أنفسنا منه.
التعامل مع هذه الظاهرة يبدأ بفهم أن الأذى مرآة للنقص الداخلي، وأن مواجهته تتطلب قوةً ووعيًا لمقاطعة تلك الدائرة السلبية وتحقيق التوازن النفسي.
ناشط حقوقي، ونائب رئيس تحرير صحيفة عدن الأمل الأخبارية