سلام بلا استقلال: يبدو أن الأمر يحتاج إلى جولة أخرى من المفاوضات!..
الناشط الحقوقي أسعد أبو الخطاب
في خضم الصراعات المستمرة والأزمات الإنسانية التي يعاني منها اليمن، يبدو أن مفهوم "السلام" أصبح كلمة مُفرغة من محتواها، خاصةً في ظل غياب الاستقلال الذي يعتبر أساسًا لتحقيق السلام الدائم.
يتساءل الكثيرون: هل يمكن تحقيق سلام حقيقي في ظل الاحتلال والهيمنة السياسية والعسكرية؟
الأزمة المستمرة:
فقد عانت اليمن على مر العقود من حروب وصراعات دفعت الملايين من اليمنيين إلى معاناة مستمرة.
وفي الوقت الذي يسعى فيه الكثيرون إلى السلام، يبدو أن مساعي المفاوضات الحالية قد فشلت في تحقيق نتائج ملموسة، وأصبح من الواضح أن الحلول المطروحة لا تلبي تطلعات الشعب اليمني، خصوصًا في الجنوب الذي يعاني من إهمال متكرر وعدم اعتراف بحقوقه التاريخية.
استقلال الجنوبيين كشرط أساسي:
يتفق الكثير من الناشطين الحقوقيين على أن الاستقلال هو الحل الجذري لمشكلات اليمن.
فالجنوب لديه تاريخ خاص وهوية وطنية تسعى للعودة إلى المسار الصحيح.
إن تجاهل حقوق الجنوبيين في تقرير مصيرهم هو بمثابة استمرار للأزمة، ويفتح المجال لمزيد من الفوضى وعدم الاستقرار.
فهل ستستمر القوى الدولية في تجاهل هذه المطالب المشروعة؟
جولات المفاوضات: هل من جدوى؟
مع كل جولة جديدة من المفاوضات، تزداد القلق في نفوس أبناء الجنوب.
فهل ستؤدي هذه المفاوضات إلى حلول حقيقية، أم ستظل مجرد مسكنات للوضع الراهن؟
لقد جربنا الحوار والتفاوض مرارًا، لكن في كل مرة نخرج بوعود فارغة، دون أي خطوات عملية تؤدي إلى تحسين واقع الحياة أو حتى الاعتراف بالحقوق.
دعوة إلى عمل جاد:
إذا كنا نرغب في تحقيق السلام الحقيقي، فإن ذلك يتطلب اتخاذ خطوات جادة نحو الاستقلال.
فبدون الاعتراف بحق الجنوبيين في تقرير مصيرهم، لن تكون هناك إمكانية لتحقيق سلام مستدام.
يجب على المجتمع الدولي أن يتفهم أن السلام لا يمكن أن يكون شاملاً وفعّالاً في غياب العدالة والمساواة في الحقوق.
الخلاصة:
إن تحقيق السلام في اليمن يتطلب إرادة حقيقية، وفهم عميق لجذور الصراع. لا يمكن تحقيق سلام حقيقي في ظل الاحتلال والاستبداد.
علينا أن نكون صادقين مع أنفسنا؛ إذا أردنا سلامًا مستدامًا، يجب أن نبدأ من نقطة الاستقلال.
ويبدو أن الأمر يحتاج إلى جولة أخرى من المفاوضات، ولكن هذه المرة مع وجود إرادة سياسية حقيقية للتغيير.