الوطن لا يُباع ولا يُشترى.. والانتماء لا يُقاس بالظروف

لا يمكن على الإطلاق أن نتخلى عن وطننا، مهما كانت التحديات والظروف والمعطيات ،فقد تعلمنا في عهد الجمهورية أن الثوابت الوطنية ومبادئها ليست مجرد شعارات، بل هي جزء لا يتجزأ من كياننا، نغرسها في أرواحنا منذ نعومة أظافرنا، ونحملها معنا في كل محطات العمر.

منذ الطفولة، رددنا نشيدنا الوطني بفخر، وحملنا شعار دولتنا وهويتنا بعزة وكرامة، ووقفنا على أرضنا بشموخ وعنفوان يضاهي السماء، لأن الانتماء لليمن كان دائمًا أكبر من كل شيء آخر في هذه الحياة.

لكننا نرى اليوم -وبكل ألم- كيف أن البعض تخلّى عن هذه المبادئ العظيمة، وجعل من نفسه بوقًا لمشروع دخيل لا يمت لليمن وهويته العريقة بصلة، مشروع طائفي يستند إلى شعارات مستوردة من خارج حدود الوطن، محاولًا زرع الكراهية والانقسام في جسد اليمن وشعبه .

إن من يتجرد من هويته الوطنية، ويتخلى عن رموز دولته ونشيده الوطني، ويهتف لغير بلاده، إنما يُعلن خيانته لأرض احتضنته، ولشعب وثق فيه، ولتاريخ شارك في صنعه ،ولذا، فإننا أمام لحظة مفصلية تتطلب مراجعة عميقة للذات، وتجديدًا للولاء لله ثم للوطن، وإعادة إحياء الهوية اليمنية الجامعة التي جمعتنا دومًا على كلمة واحدة وهدف واحد.

ستظل المواقف الوطنية، في كل مراحلها، خالدة لا تموت، وستُسجل في صفحات التاريخ، لنميز بين من وقف بشموخ في صف الوطن، ومن اختار أن يكون أداة لمشروع التبعية والخراب.

في المقابل، هناك من يبيعون مواقفهم عند أول مفترق طريق، يتحولون إلى أدوات بأيدي مشاريع و أفكار هدامة وعنصرية، يتقمصون ثوب الوطنية وهم بعيدون كل البعد عنها ، لكن التاريخ لا يرحم، وسيكتب أسماءهم في صفحات الخيانة أو الضعف أو التخاذل.