ظاهرة التحرش أمام مدارس البنات في العاصمة عدن.. أين الرقابة والحماية؟...
الناشط الحقوقي أسعد أبو الخطاب
في العاصمة عدن، تتفاقم ظاهرة التحرش أمام مدارس البنات بشكل مقلق، حيث يعتاد بعض الشباب الجلوس بالقرب من هذه المدارس، سواء في الصباح أو المساء، وقت انتهاء الدوام، بانتظار خروج الفتيات.
هؤلاء الشباب يقومون بمطاردة الفتيات في الشوارع، السير خلفهن، التغزل بهن بعبارات غير لائقة، ورمي أرقام هواتفهم في طريقهن في محاولة للفت الانتباه.
والأسوأ من ذلك، أن بعضهم يكتب عبارات نابية على جدران أسوار المدارس، في مشهد يعكس غياب الرقابة وعدم توفير الحماية اللازمة للفتيات.
ظاهرة دخيلة على المجتمع:
ما نشهده اليوم في العاصمة عدن ليس مجرد تصرفات فردية، بل ظاهرة دخيلة على مجتمعنا، بدأت تتحول إلى مشكلة اجتماعية خطيرة تهدد النسيج الأخلاقي والقيمي الذي طالما تميزت به العاصمة.
هذه الممارسات لا تقتصر على الأذى النفسي للفتيات، بل تؤثر سلبًا على حياتهن اليومية وتزرع الخوف والتوتر في نفوسهن عند الذهاب والعودة من المدرسة.
غياب الرقابة الأمنية:
من المؤسف أن كل هذه التجاوزات تحدث دون رقابة أو تدخل من الجهات الأمنية.
كيف يمكن أن يستمر هؤلاء الشباب في ممارساتهم أمام المدارس دون أي محاسبة أو ردع؟
نحن بحاجة إلى تدخل حاسم من الجهات الأمنية، وفرض رقابة صارمة حول المدارس لحماية الفتيات من هذه التصرفات المشينة.
إن التساهل مع هذه الممارسات قد يؤدي إلى تفاقمها وانتشارها بشكل أكبر، ما يجعل الفتيات يعانين أكثر.
دعوة للجهات الأمنية والآباء والخطباء:
نحن كناشطين حقوقيين نطالب الجهات الأمنية بالتحرك الفوري والضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه التحرش أو الإساءة للفتيات أمام المدارس.
كما نوجه دعوة إلى الآباء وأولياء الأمور لمتابعة أبنائهم وتوجيههم بشكل صحيح. على المجتمع أن يتحمل مسؤوليته في الوقوف ضد هذه الظاهرة التي لا تمت بأخلاقنا بصلة.
دور خطباء المساجد:
بالإضافة إلى الدور الأمني، نطالب خطباء المساجد بالحديث عن هذه الظاهرة في خطب الجمعة وتوجيه الناس إلى ضرورة التمسك بالقيم والأخلاق الإسلامية التي تحث على الاحترام المتبادل، وحماية المرأة وصون كرامتها.
يجب أن يكون هناك توعية مجتمعية واسعة تسلط الضوء على مخاطر هذه التصرفات وأثرها على المجتمع بأسره.
الختام:
نحن اليوم أمام تحدٍ مجتمعي يستدعي وقوف الجميع صفًا واحدًا.
فالتحرش أمام مدارس البنات في العاصمة عدن ليس فقط انتهاكًا لحقوق الفتيات، بل هو تهديد مباشر لأمن المجتمع وسلامته.
يجب على الجهات الأمنية والمجتمع بأسره التحرك فورًا لوضع حد لهذه الظاهرة الدخيلة، وحماية بناتنا من هؤلاء الذئاب البشرية...