إن كنت ناسي أفكرك
- اجتاحتنا جحافلهم للمرة الثانية، وعربدوا بمدرعاتهم، وجنودهم في شوارعنا، وسقطت قذائفهم فوق بيوتنا، ورؤوس العجزة، والنساء، والأطفال، وتلذذ رصاص قناصيهم بقتلنا، ولم يرحموا الأبرياء، وحاصرونا، وشردونا في البر والبحر.
- وسط هذه المأساة، والمجازر، والحصار ، لم نسمع أكثرهم يندد أو حتى يتنحنح، وخرست أفواههم، وصُمت أذانهم، وغابت مواقفهم عن الإنسانية.
- يكاد معظم، أن لم يكن كل المناهضين لكهنوتية سيدهم، وأنصاره، من نخب الشمال، ممثلة بساستهم، و مثقفيهم، وصحفييهم، وناشطيهم، كانوا شاهدي زور على جرائمهم، وليس هذا فقط، ولكن انتظروا أن يعلن الحو/ثة، والحرس الجمهوري نصرهم من عدن.
- في ليلة القدر كبرت عدن بالنصر، وسجدوا أهلها شكرا، ورغم الثمن الباهظ الذي دفعناه، والمعاناة التي عشناها، ضمدت المدينة جروحها، وكان عيدها حرية، وفرحة.
- كانوا ضعافا، بلا أرض ولا سلطة، فتشعبطوا، وركبوا موجة الرئيس (هادي) وشرعيته المهاجرة، وسكنوا الفنادق سنوات، يتربصون باللحظة التي يعودون بها إلى السلطة.
- جلسوا على نصف طاولة أكبر من حجمهم، وكانوا يمنون أنفسهم بشيء من الجزرة، وحين سنحت الفرصة، دهفوا (المشير) في الحفرة، وعادوا إلى عدن سلطة.
- أتى بهم المتكتكون إلى عدن، وقاسمونا جزرتنا كلها، وعلى الجاهز، دون حتى حبة عرق، وكلنا يعلم أن (بودي) بعضهم شرعية، و(المكينة) حوثي وكالة، وفوقها ضمانة، وعلى عينك يا جنوبي.
- ربما يقفز مزايد أو انتهازي، ويقول من حقهم ، ونحن أبناء المدينة، وأصحاب النصر، أين حقنا؟!.
- في حديث مع صديق (دحباشي)، وهو شخصية متواضعة، ومحترمة، ومن بيت كريم، وكان لهم مكانة وحضور قديم، ومؤثر في الشمال قبل سيطرة انصار الله على صنعاء.
- قال : كانت مقاومتكم عظيمة، وقدمتم تضحيات ودماء، وقهرتم الحو/ثة وطهرتم عدن منهم، وكنتم لنا أخوة كراما، وحقكم أن نتأدب في ضيافتكم.
- يستفزنا أن بعضهم شموا كورهم، ومن وقاحتهم بقوا يتعنجهوا، ومازالت العنصرية في رؤوسهم الخاوية، وسمحنا لهم، دخلوا بحمارهم !.
- إن كنت ناسيا أذكرك، فنحن من منحكم الثقة، والسلطة، بعد أن عرضكم الحو/ثي بالمجان، ويبقى احترامنا لكل إنسان نبيل وشريف، وكل ذي أصل كريم.
- وجع الجنوب في الرأس، ولايسعنا في ذكرى النصر سوى أن نقول أن الحرية ليست كلمة يتشدق بها من هب ودب.
- ياسر محمد الاعسم /عدن 2024/4/6