متى ستتعلمون من الدروس السابقة؟..
في عالم السياسة الذي يكثر فيه الحديث عن التحالفات والمناورات، يبدو أن الناشط الحقوقي أسعد أبو الخطاب قد قرر أن يختار دور "المعلم المثالي" في حصة تعليم الأخطاء السياسية.
حديثه الأخير حول الثقة العمياء في التحالفات اليمنية يثير تساؤلاً جوهرياً:
متى ستتعلمون من الدروس السابقة؟
أبو الخطاب، الذي يبدو أنه جاد في مهمة توجيه اللوم للذين يواصلون وضع ثقتهم في التحالفات الفاشلة، أطلق تحذيراً كأنما من كتب التاريخ السياسي بنفسه.
كيف يمكن للناس أن يواصلوا الإيمان بوهم التحالفات التي تتنكر لمبادئها بمجرد أن يصبح الموقف صعباً؟
يبدو أن أبو الخطاب يراهن على أن لا أحد سيتعلم من الماضي، لأنه في نظره، التعلم هو أمر محظور في قواعد اللعبة السياسية.
وفي رأيه، الجنوبيون الذين يواصلون الثقة في الوعود الفارغة، هم كمن يختارون أن يركبوا سفينة مثقوبة ويلومون الطاقم عندما يغرقون.
لكن هذه السفينة، في الواقع، لم تكن سوى نسخة مكررة من كل السفن التي غرقت من قبل.
أليس من الأجدر بالجنوبيين أن يتعلموا من التجارب السابقة بدلاً من إلقاء أنفسهم في نفس الحفرة مراراً وتكراراً؟
أبو الخطاب لا يتوقف عند هذا الحد، بل ينكأ الجراح بعبارات تشبه التصريحات الساخرة التي تحكي عن جهل سياسي يمكن وصفه بالفن الرفيع.
بالنسبة له، الثقة في الساسة اليمنيين لم تكن أكثر من لعبة مملة تفتقر إلى أي حس بالمسؤولية.
وهو يصر على أن التاريخ قد قدم دروساً قاسية، لكن يبدو أن الساسة الجنوبيين، بقدرتهم الفائقة على تجاهل الدروس، يستمرون في التجريب والتكرار.
في نهاية المطاف، يبدو أن أبو الخطاب يعبر عن استياءه من عدم قدرة الناس على التعلم من الماضي، وكأنه يصرخ في برية لا تسمع.
إذا كان هناك شيء واحد يثبت أنه في السياسة، حتى الأخطاء تصبح جزءاً من التقليد الذي لا يمكن للسياسيين المبتدئين تخطيه.
خلاصة: يبدو أن أسعد أبو الخطاب قد قام بدور "المعلم الساخط" في حصة التاريخ السياسي.
فإذا كان هناك درس يمكن تعلمه من دعوته، فهو أن التكرار في الأخطاء هو جزء لا يتجزأ من استراتيجية تحالفات ساسة اليمن، وأن الاستمرار في الثقة العمياء هو الطريقة الأحدث لتحدي قوانين الفشل.
✍️ ألناشط الحقوقي أسعد أبو الخطاب