كيف نفهم مايجري في فلسطين ولبنان واليمن؟

هل سمع أحدكم بمصطلح " الحدود الهشة للغاز والنفط"، أو مصطلح الخرائط الهشة للغاز والنفط"، إذا كانت الإجابة بنعم ، فأنت تفهم سبب الصراع بين إسرائيل وإيران في غزة ولبنان ودمشق والعراق، وتدرك سبب السجال الدائر بين تركيا وإسرائيل وستتضح لك كواليس الصراع الأقليمي في الصومال والسودان واليمن وعلاقة دول الخليج.

في حالة كانت أجابتك لا..فدعني أحكي لك القصة من أولها الى أخرها، وأن الموضوع ليست حروب دينية وعقائدية كما يسوقها لنا البعض على القطيع، ويتفنن في الضحك عليهم وإدارة خيوطها إعلاميًا.

دعوني أقدم شرح بسيط وموجز بتقديم عناصر القصة الحقيقية لنفهم مايجري في لبنان وفلسطين وحبكتها .

بدأ الاهتمام بمنطقة شرق المتوسط باعتبارها منطقة غنية بالنفط والغاز في أواخر القرن العشرين، ويقدر تقرير لهيئة المسح الجيولوجية الأمريكية عام 2010 وجود 3455 مليار متر مكعب من الغاز و1.7 مليار برميل من النفط في هذه المنطقة، تتراوح قيمتها ما بين 700 مليار دولار و3 تريليونات دولار على حسب أسعار الخام المتغيرة.

تعرّضت حقول غاز شرق المتوسط لبعض التوترات الجيوسياسية التي تسببت في تأخر استكشافها بصورة كاملة، وكان آخرها النزاع الحدودي القائم بين لبنان وإسرائيل، الأمر الذي منع بيروت من اكتشاف الغاز في مياهه الإقليمية بسبب ذلك النزاع.

الخلاف الأبرز على الغاز بجزيرة قبرص المقسمة إلى شطرين، إذ تسيطر الحكومة القبرصية اليونانية على القسم الجنوبي، وهو ما يعادل ثلثي مساحة الجزيرة، وتحظى باعتراف دولي، كما أنها عضو في الاتحاد الأوروبي. بينما يخضع الشطر الشمالي "قبرص التركية" لسيطرة تركيا منذ عام 1974 ، ولا تعترف بها إلا تركيا وتحتفظ أنقرة بـ30000 جندي .

حقل كاريش (Karish) للنفط والغاز الطبيعي، المتنازع عليه بين لبنان وإسرائيل، يبعد 100 كلم عن السواحل الإسرائيلية على البحر المتوسط، وحوالي 75 كلم عن ساحل حيفا. واكتشف الحقل يوليو/تموز 2013، وتقدر احتياطات الغاز المؤكدة فيه بنحو 1.3 تريليون قدم مكعب.

أثارت أنباء تداولتها عدة جهات مؤخرا عن سعي إسرائيل إلى إبرام صفقات مع شركات عالمية للتنقيب عن الغاز في حقل "غزة مارين"، وهذا كنز غازي يطل على سواحل غزة الفلسطينية.

هل وضحت الأمور؟؟؟!

غاز البحر الأبيض المتوسط تشترط تركيا ضخه عبر أراضيها وإيران تريد السيطرة على حقول كاريش في لبنان وحقل غزة مارين ..

بالعربي لا يعنيهم تحرير فلسطين أو الدفاع عن الشعب الفلسطيني، والدليل تركه فريسة للحرب الإسرائيلة، وأنما الخلافات حول تقاسم كعكة الغاز التي ستقاتل عليها إسرائيل وإيران وتركيا حتى أخر رمق.

تبقى نقطة بسيطة لوتمكن البعض الحصول على خريطة الاكتشاف والانتاج للنفط في اليمن التي صدرت 2009، ستكتشف أن هناك حقول نفط بكر" جديدة" في الجوف، وسقطرة ،و"الكثيب" بالحديدة ،و"الوازعية"بتعز ،وفي أبين ،وفي البحر الأحمر ،والبحر العربي ،والدراسة تؤكد أن المكامن ترتبط بمكامن نفط مشتركة في سواحل الصومال والسودان، وهذا يفسر الصراع الأقليمي هناك بمافيها تدخل تركيا، ووضعها اليد على النفط الصومالي بعد توقيعها اتفاقية دفاعية في الصومال.

والخلاصة صراع مصالح غاز، ونفط ، ونفوذ بين إيران وإسرائيل ،وتركيا يتم التلاعب فيه من وراء الكواليس، وكسب مساحات صراع من بوابة الأقصى والقضية الفلسطينة بينما دول الخليج مشتركة في الصراع لكن من بوابة حل الدولتين في فلسطين.

باحث إستراتيجي يمني.*