الرفيق الجماعي ... المناضل الإنسان
*في لحظة غير متوقعة ، يودّعنا الرفيق المناضل الوطني الاشتراكي / محمد سعيد الجماعي ، الذي مثّلت حياته مدرسة إنسانية ووطنية على حد سواء ، كغيره من رفاقه المناضلين الأوائل اللذين مثّلوا جميعهم دروباً مضيئةً لوطن يغرق في التَيَة ويتخبط بين أجنحة الظلام حتى اللحظة .*
*عرفت الرفيق أبو علي وتأثرت به كثيراً ، كيف لا ؟ وهو يعد مثالاً للإنسان البسيط المتواضع ، والفلاح المكافح الذي يؤمن أن الإنسان النظيف لا يأكل إلا لقمة نظيفة ، وأن قيمة الإنسان في العمل ، وهو فوق ذلك الإنسان الصلب في موقفه ومبادئه ، عاش مناضلاً جسوراً لا يساوم أبداً في نهجه الوطني ، ولا يفرط مطلقاً في القيم والمبادئ الإنسانية النبيلة .*
*لقد كان الرفيق الجماعي طوال حياته محل ثقة راسخة بالنسبة لرفاقه وأبناء منطقته بشكل عام ، كما كان بمثابة صمام أمان خلال السنوات العشر الأخيرة من عمره ، من مسؤوليته كنائب لمقاومة مريس ، الذي حرص إلى أخر نفس من أنفاسه الوطنية على تماسك الجبهة والمقاومة وكان إلى جانب جميع القادة المقاومين الأبطال الشرفاء من مختلف المناطق المتواجدين في مريس كالجسد الواحد ، يصفعون بيد واحدة على وجه الانقلابيين القادمين من كهوف الظلام وأدغال الإمامة الكهنوتية .*
*ومما يُحسب لرفيقنا أنه طوال فترة توليه مسؤولية نائب المقاومة في مريس ، تلبّس روح المقاومة بشكل عام الشعور بالمسؤولية ، وانصهرت فصائلها في بوتقة واحدة حتى كانت كقبضة كف واحدة من الصعب اختراقها أو الاضرار بها ، ومن هنا كان رفيقنا الراحل مرجعية عامة وجداراً فولاذيا يستند إليه كل من أراد أن يشعر بالراحة .*
*لا شك أن خسارتنا فيه لا تعوض ، ولكننا سنظل أوفياء لنهجه الذي انحته في منعطفات النضال والتضحية والفداء ، متمسكين بعهدنا له ، لا نحيد قيد أنملة عن مشواره النضالي الطويل الذي بدأ حياته مناضلاً وعاش مناضلاً ومات مناضلاً .*
*لروحه الطاهرة السلام والسكينة ونحن على العهد ماضون.*