مالذي ينتظر اليمن؟

مالذي ينتظر اليمن؟

عادل الشجاع

الأفق في اليمن مقفل،ربما تكون هذه خلاصة مؤلمة،لمن لايزال متمسكا بأن السلام والاستقرار سيأتي من قبل هذه القوى المتصارعة .

تحولت اليمن إلى لوحة كبيرة من البؤس والفقر الذي أصاب غالبية الشعب،بعدما أصبح لليمن بنكان أحدهما في صنعاء والآخر في عدن،لكن أيا منهما لم يستطع حماية الريال ولا دفع المرتبات المصادرة منذ أكثر من تسع سنوات .

يطبق الذل على صدور من يعيش في النفق المظلم ومن خرج من اليمن بحثا عن المستقبل أقفل باب العودة وأصبح يؤسس لهجرة جديدة تضاف إلى سابقاتها من الهجرات التي انتشر فيها اليمنيون في أغلب بقاع الأرض ولم يعودوا إلى أرض الوطن .

كيف وصلنا إلى مرحلة الانهيار السياسي والاقتصادي؟
طبعا الإجابة ليست واحدة موحدة ولا يمكن أن تكون كذلك،لأن الإصلاحي يصر على أن السبب المؤتمر والمؤتمري يصر على أن السبب الإصلاح وأنصار ٢٠١١ يصرون على أن السبب نظام علي عبد الله صالح وأنصار صالح يحملون أنصار ٢٠١١ المسؤولية وأنصار حرب ٩٤ يحملون الانفصاليين المسؤولية والانفصاليون يحملون أنصار الوحدة المسؤولية،لكن لا أحد يريد أن يتحمل جزءا من المسؤولية الذي كان سببا فيها .

الجميع اتجهوا نحو الخارج وسددوا سهامهم نحو الوطن وارتضوا بالتبعية للخارج ومزقوا الهوية الوطنية وارتضوا بالهويات المناطقية .

غاب المشروع الوطني،فكانت النتيجة اختلال التوازن السياسي،فتعرضت البلاد إلى سرقة من الداخل والخارج،سرقت سيادتها واحتلت جزرها وموانئها وتحولت بعض مطاراتها إلى قواعد عسكرية وتم نهب قوت المواطن حتى وصل الفساد إلى جيوب الناس وبيعت ثرواتهم .

نهش الفساد الطبقة السياسية والقضاء والمؤسسات والإدارات العامة والسلك الدبلوماسي،ولا يمكننا أن نغفل تلك السياسات العامة الخاطئة على الوضع اليمني وغياب النخبة الوطنية التي لم تظهر حتى هذه اللحظة،مما ساعد على تدهور السياسات العامة وجعل اليمن بين مشروعين:
المشروع الإيراني والمشروع السعودي الإماراتي اللذان أخذا اليمن رهينة في ظل انعدام الحركة الوطنية المدافعة عن سيادة البلد .

هناك من انضم إلى صف إيران والبعض انضم إلى صف الرياض وأبوظبي وجميعهم مارسوا أبشع أنواع الحقد ضد البلد واستنزفوا مقدراته .

أمام هذه الانهيارات لا عذر على الإطلاق للنخب السياسية أن تبقى أسيرة منطق التراخي والتخلف عن تحمل مسؤولياتها ولا عذر للمواطن في أن يبقى متربعا على عرش التبعية وممعنا في اقتراف أفضع جريمة بحق نفسه وأهله ومجتمعه وغافلا عن أن تبعيته للمليشيات يقدمهم جميعا فرائس سهلة للمشاريع التدميرية .