تسويق (القضية) الاستراتيجية الغائبة للشركات والمؤسسات !!

في الفترة الماضية ظهر نوعان من منظمات المجتمع المدني :

✓ النوع الأول : اعتمد اعتماد شبه كلي على الجهات المانحة الدولية في تمويل مشاريعه ،،

✓ النوع الثاني : اعتمد اعتماد كلي على (التبرعات) سواء من الكيانات التجارية أو الافراد عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي ،،،

وبرأيي كلا النوعين لم يحقق للان (الاستدامة) المالية والتشغيلية لأنشطتها كهدف استراتيجي بعيد المدى ومعرضون في أي لحظة للتوقف في حال توقف الدعم ،،،

فالنوع الأول مرهون بقاءه بإستمرار الدعم (الخارجي) وهو أشبه (بمؤسسات الزومبي) التي تتضخم تشغيليا على حساب هذا الدعم ،،،

والنوع الثاني هي المبادرات والمؤسسات والجمعيات الخيرية التي أقتصر دورها على طلب (الدعم) من القطاع الخاص والافراد الميسورين كنوع من أنواع (الصدقات) ولم تتجاوز هذا المفهوم غالبا وتنشط كثيرا في المواسم الدينية وعند الأزمات المجتمعية ،،،

بعد أن أخذنا لمحة بسيطة عن واقع (العمل المجتمعي) في اليمن ، سنتكلم عن أهم الفرص غير المستغلة من قبل هذه المؤسسات وهو البحث عن استراتيجيات (تبادل المنفعة) أو كما يفضل تسميتها استراتيجيات (فوز ، فوز) ،،،

من أهم هذه الاستراتيجيات التسويقية هي استراتيجية (تسويق القضية) وهي استراتيجية تسويقية تتضمن تقديم مؤسسة -ربحية أو غير ربحية- الدعم لقضية معينة بهدف تعزيز المسؤولية الاجتماعية وترسيخ ولاء العملاء وزيادة الوعي وإحداث التغيير الاجتماعي، وجمع التبرعات لصالح قضية أو جمعية أو منظمة تدعمها. 

فالناس غالبا يوالون المؤسسات التي تساهم في حل (مشاكلهم) ويرتبطون عاطفيا بها ، وقد أثبثت التجارب العالمية أن (تسويق القضية) هي من أفضل الاستراتيجيات التي حققت فوائد كبيرة لكل الأطراف (القطاع الخاص , قطاع منظمات المجتمع المدني، المجتمع) :

✓القطاع الخاص : ولاء الناس له وزيادة المبيعات ،،

✓قطاع منظمات المجتمع المدني: خلق دعم لمشاريعه ،،

✓المجتمع : حل مشاكله ،،

سأضرب بعض الأمثلة من حملات عالمية في هذا النوع من التسويق :

✓ أطلقت Coca-Cola حملة تسويقية أسمتها Share a Cola في العام ٢٠١١ حيث منحت الناس حرية استبدال شعار كوكا كولا بأسماء أصدقائهم أو احبابهم لمعالجة مشاكل (العزلة الاجتماعية) للأفراد ،،

✓ أطلقت شركة TOMS حملة (واحد لواحد) حيث تتبرع الشركة بزوج من الأحذية بشكل مجاني لطفل محتاج في حال تم شراء زوج أحذية ،،

✓ قامت شركة بروكتر اند جامبل بالتعاون مع اليونسيف في العام ٢٠٠٦ بإبتكار حملة (١ عبوة بامبرز = ١ لقاح للكزاز) وقد أدى هذا لزيادة مبيعات الشركة بشكل كبير جدا و في نفس الوقت التبرع لتمويل حملة التلقيح ضد الكزاز ،،،

✓ قامت شركة Ethos Water للمياه المعبأة بالتبرع ب5 سنتات مقابل بيع عبوه ماء لمساعدة المجتمعات التي تعاني من نقص المياه في العالم ،،،

✓ قامت شركة ماستر كارد بالتبرع لمستشفيات السرطان مقابل شراء بطاقاتها ،،،

والكثير من الحملات الناجحة التي أطلقتها شركات موبينيل وفودافون وزين وكوكا كولا في العالم العربي خصوصا ،،،

وفي الاخير ، اتمنى من الشركات الخاصة ومؤسسات المجتمع المدني التفكير في ابتكار استراتيجيات ابداعية تخدم معالجة المشاكل المجتمعية بشكل يحقق مصالح الطرفان ،،،

دمتم بكل خير ،،،

#محمد_البان