المحرم… بودي جارد مجاني
بقلم | احلام القبيلي
المَحرَم هو كل رجل من أقارب المرأة ممن تحرُم عليه على وجه التأبيد، كالأب، والأخ، والابن، والعم، والخال.
شرع الله وجوده في حياة المرأة ليكون حماية وأمانًا وسندًا في المواقف التي تحتاج فيها القوة قبل العاطفة، والوجود الفعلي قبل الكلمات.
وحين نتأمل الحكمة من وجود المحرم، نجد أنه ليس مجرد شخص يرافقك، بل هو جدار صدّ يحميك من المخاطر، ودرع أمان ضد التحرش أو الاستغلال، وصوت قوي يدافع عنك حين تحتاجين من يتحدث نيابة عنك.
الغريب أن البعض ينزعج من فكرة المحرم، ويراه قيدًا أو تقييدًا لحرية المرأة، مع أن الحقيقة أبعد ما تكون عن ذلك.
فالمحرم تكريم من الله، لأن المرأة في ميزان الشريعة غالية، وحمايتها واجب، وصونها أولى من تركها وحدها تواجه المجهول.
تخيل أن كبار الشخصيات لا يتحركون خطوة واحدة إلا ومعهم حارس شخصي أو “بودي جارد” يحميهم.
هذا الحارس يُدفع له المال مقابل عمله، بينما المحرم الذي جعله الله لك، يقوم بالدور نفسه وأكثر، وبالمجان، وبحب صادق.
المحرم ليس فقط من يدافع عنك إذا تعرضتِ لأذى، بل هو من يسهر على راحتك، يشتري لك ما تحتاجينه، ينجز لك معاملاتك في الدوائر الحكومية، يحمل عنك الأغراض الثقيلة، يقود السيارة لتصلين بأمان، ويتأكد أن كل تفاصيل رحلتك أو مشوارك تسير كما يجب.
إن وجود المحرم في حياة المرأة هو رسالة واضحة: أنتِ مهمة، غالية، تستحقين أن تُصاني.
فالمحرم ليس ترفًا، بل ضرورة، وهو ليس انتقاصًا، بل رفعة.




