العلاقات #السعودية – #الجنوبية… إلى اين؟
تاريخيا شكلت العلاقات #السعودية_اليمنية عمقا استراتيجيا متبادلا رغم ما اعتراها من خلافات سياسية وعسكرية في محطات مختلفة وكانت المملكة العربية السعودية ولا تزال لاعبا محوريا في معادلة الاستقرار اليمني والاقليمي بحكم الجوار والمصالح والتداخل الجغرافي والأمني.
غير ان المقلق اليوم هو ما تشهده العلاقات السعودية مع القوى والقيادات الجنوبية من تدهور ملحوظ في مشهد يعيد إلى الأذهان فترات سابقة من العزلة السياسية في زمن جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وفي مراحل لاحقة بعد الوحدة اليمنية.
ان ما يحدث اليوم لا يمكن فصله عن طبيعة ادارة الملف الجنوبي داخل الدوائر السعودية وتحديدا الدور الذي لعبه #السفير_السعودي محمد ال جابر من خلال اعتماده للاسف على سياسة منحازة أسهمت في تشويه صورة القوى الجنوبية لدى صانع القرار مقابل تقريب احزاب وقوى بعينها وعلى راسها حزب الإصلاح بما يخدم تقديرات ورؤى لا تعكس حقيقة الواقع الجنوبي ولا نبض الشارع ولا حجم التضحيات.
ان تجاهل القوى السياسية الجنوبية التي كانت في طليعة المواجهة مع الانقلاب الحوثي وقدمت الاف الشهداء دفاعا عن الارض والكرامة لا يخدم مصالح السعودية ولا يساهم في استقرار اليمن بل على العكس يفتح الباب امام مزيد من الاحتقان السياسي ويضعف فرص بناء شراكة حقيقية قائمة على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل.
فجنوب اليمن والقوى السياسية لم يكن يوما عبئا على محيطه بل كان ولا يزال عنصر استقرار وامن في معادلة الجزيرة العربية وشريكا طبيعيا في مواجهة التحديات الإقليمية وفي مقدمتها التمدد الايراني عبر المليشيات الانقلابية .
من هنا تبرز الحاجة الملحة الى مراجعة جادة للسياسات السعودية وادواتها في التعامل مع الملف الجنوبي وإعادة تصويب البوصلة بعيدا عن السياسات المضللة والرؤى الضيقة فجنوب اليمن ليس خصما للمملكة بل شريكا استراتيجيا تفرضه الجغرافيا ويثبته التاريخ وتؤكده المصالح المشتركة.
ان علاقة متوازنة وعادلة بين السعودية والجنوب لا ينبغي ان تدار عبر سفير او حزب او قناة واحدة بل عبر رؤية استراتيجية شاملة منفتحة على كل القوى الفاعلة على الأرض وقائمة على الاحترام المتبادل والشراكة الحقيقية في الأمن والاستقرار.
فالى اين تمضي هذه العلاقة؟ سؤال مفتوح لكن الاجابة عليه تبدا بمراجعة صادقة وشجاعة قبل أن تتسع فجوة لا تخدم أحدا.




