دول الخليج .. تتبنى إعادة إعمار لوس أنجلوس

شهدت الولايات المتحدة ، قبل أيام مضت أحداث حرائق كبيرة ، في ولاية لوس أنجلوس الأمريكية ، حيث ألتهمت تلك الحرائق مساحات واسعة ، من الغابات ، والذي أمتدت نيرانها بعدئذ لتلتهم العديد من المنازل والبيوت الخاصة بالمواطنين في تلك المناطق ، فيما لم تستطع السلطات الفيدرالية الأمريكية ، من إيقاف تلك الحرائق ، إلا بعد جهد كبير ، وبعد أن كانت ألسنة اللهب قد وصلت إلى كافة أرجاء منطقة لوس أنجلوس وقراها الأخرى ، حيث كانت قد تسببت تلك الحرائق إلى حرق عدد من البيوت ومنازل المواطنيين الساكنيين هناك ، ناهيك عن إلتهام مساحات واسعة من الغابات ، التي كانت تغطي أو تسمى بالحزام الأخضر ، للمنطقة بشكل عام .

ومن المعلوم .. إنه أثر هذه الأضرار ، التي حلت بمنطقة لوس أنجلوس الأمريكية ، كانت العديد من دول العالم ، قد اعلنت عن إستعدادها بتقديم الدعم اللازم للحكومة الأمريكية ، أكان من حيث المشاركة في إطفاء هذه الحرائق ، أو مساعدتها من الناحية المأدية ، وبالذات في ما يتعلق بإعادة إعمار منطقة لوس أنجلوس ، ومناطقها الأخرى .

وعلى ضوء ذلك .. فقد كانت هنالك تصريحات من عديد من الدول الأوروبية ، وكذا العربية الخليجية ، حيث كان الحدث الأبرز في هذا ، هو ما صرحت به بعض الوكالات العربية ، في دول الخليج ، بأن دولها أي دول البترودولار ، سوف تتبنى من إعادة إعمار منطقة لوس أنجلوس ، كاملاً وبالتكلفة التي أعلنت عنها الحكومة الفيدرالية الأمريكية ، والتي تقدر بنحو ٨٦ مليار دولار .

ياللعجب ، والله إنه لشيء ولا في الخيال ، فيما الشعوب العربية جائعة ومهانة ، ومنتهكة لحقوقها الإنسانية ، ولا تجد من يأخذ بيدها ويساعدها على الإستمرار أو البقاء على الحياة ، وهذا ما هو حاصل فعلاً ، في أكثر من منطقة عربية اليوم ، بقدر أن شعوب هذه الأمة المغلوب على أمرها ، تعيش حتى اللحظة تحت نيران الحروب ، إبتداءً من اليمن ، وسوريا ، ومروراً بغزة ، ولبنان ، ووصولاً بليبيا ، وإنتهاءً بالسودان .

إذاً ، أود القول هنا ، إنه كان يستوجب ، من تلك الدول التي تزعم أو تتبنى مثل هذه المواقف الإنسانية ، أن تبادر أولاً إلى مساعدة أهلها ، أو أبناء جلدتها بدل ما تذهب بعيداً لمساعدة الآخرين ، وإن كان الأمر أيصاً يتعلق بجانب إنساني ، فلا يمانع أو ضير في ذلك ، بل أعتقد بأن موقفاً كهذا ، يمثل جانب إنساني ، ولا بد أن يسود مثل هذا العمل ، بين شعوب ودول العالم ، ولكن المؤسف له ، بأن هنالك أمة أو شعوباً تتضور جوعاً ، بقدر ما تعيش في حالة من البؤس ، والفاقة ، والجوع المدقع ، والتشظي لأوضاعها الداخلية ، ومنها اليمن ، الدولة المجاورة لدول البترودولار .

وبالتالي كان الأجدى بتلك الدول الخليجية ، أن تسارع إلى مساعدتها ، والعمل على حل مشكلاتها الداخلية ، ومن ذلك السياسية ، الإقتصادية ، والتي تسببت إلى تضرر نسبة كبيرة من شعوبها ، والتي لم يعد لها قدرة على مجاراة تلك الإرتفاعات الجنونية ، في أسعار المواد الغذائية أو الكمالية ، وغيرها .

ولذلك كان ينبغي من تلك الدول ، التي صرحت بإنها سوف تتبنى بإعادة إعمار لوس أنجلوس ، أن تضع نصب عينها ، ماذا يحدث بالمنطقة العربية ، من كوارث إنسانية مروعة ، يندي لها الجبين ، بدليل ما هو شاهد على ذلك ، ما يحدث حتى الساعة ، من قتل ممنهج ومتعمد ، وتدمير لكافة البنى التحتية ، في فلسطين ، ولبنان ، واليمن ، والسودان ، وسوريا .

وبالتالي أود القول ، في الأخير ، نحن عرب لا نحسن التعامل مع أنفسنا ، بقدر ما نحسن التعامل مع الآخرين ، وإن قتلونا وشردونا ، وطردونا من أرضنا ، وخير دليل على ذلك ، ما حدث ويحدث الآن ، على مستوى المنطقة العربية ، من أوضاع متردية للغاية ، ويعود ذلك جراء تلك الحروب القذرة ، التي تشنها دوائر الإستعمار الإمبريالي ، الصهيوني ، ضد شعوبنا العربية ، وأنظمتها السياسية ، في حين لا يزال هذا المسلسل جارياً حتى اللحظة ، رغم الإتفاق الأخير الذي أبرم بوقف إطلاق النار في غزة ، والذي سيبدأ تنفيذه إبتداءً من يوم غدٍ الأحد ٢٠٢٥/١/١٩ م ، إلا أن العدو الإسرائيلي المجرم ، لم يلتزم بذلك الإتفاق ولا يزال يمارس أعماله الإجرامية ، أمام الوسطاء والعالم أجمع ، وغير آبه أو مكترث بما يقوم به من خروقات عديدة ، وهذا ما هو ماثل للعيان ، في لبنان ، وسوريا ، وفلسطين حالياً .