موازين معكوسة.. المعصية فضيلة والطاعة عيبا

موازين معكوسة.. المعصية فضيلة والطاعة عيبا

كتب | أحلام القبيلي

في زمننا صرنا نرى ظاهرة غريبة:
يلتمس البعض الأعذار للراقصة، والعاهر، والعاصي بكل أنواعه، فيقولون: "يمكن يتوب، لا تدرون ما بينه وبين الله.."

 ويسردون قصصًا عن أناس عاشوا في المعصية ثم تابوا فخُتم لهم بخير.

وفي المقابل، إذا رأوا ملتزمًا بدينه، بحثوا في زلاته، وركّزوا على هفواته، وكأنهم ينتظرون سقوطه.

ويقولون: فلان كان ملتزمًا ومات على سوء خاتمة.. فلان كان متدينًا وطلع منافق!

لماذا هذا التناقض؟
• لأن التديّن يُذكّرهم بتقصيرهم، فيسهل عليهم إسقاط الملتزم ليرتاحوا نفسيًا.

• ولأن العصاة لا يضغطون على ضميرهم، فيظهرون أمامهم بصورة "المتسامحين".

• ولأن الثقافة المقلوبة اليوم جعلت "المتحرر" رمزًا للانفتاح، و"المتمسك" متهمًا بالتشدد.

الحقيقة المنسية:

• نعم، العاصي قد يتوب، والله يفرح بتوبة عبده. 

لكن المعصية تظل معصية، ولا يجوز تزيينها أو جعلها مقبولة.

• نعم، الملتزم بشر يخطئ، لكنه لا يفقد فضله بالتزامه لمجرد أنه وقع في زلة.

 فالملائكة معصومون من الخطأ، أما البشر فلا.

خلاصة القول: 

الله وحده يعلم الخواتيم، ولا يحق لنا أن نرفع العصاة فوق الملتزمين ولا أن نشوّه صورة الطائعين بزلاتهم.

العدل أن نُحسن الظن بالجميع، ونكره المعصية لا العاصي، ونحترم الطاعة حتى مع نقص أصحابها.

باختصار:

 لا تجعلوا المعصية فضيلة بحجة التوبة،

 ولا تجعلوا الطاعة عيبًا بحجة أن صاحبها بشر.