انتحال الهوية المهنية..كيف نفرق بين الصحفي الحقيقي والاصطناعي؟

انتحال الهوية المهنية..كيف نفرق بين الصحفي الحقيقي والاصطناعي؟

كتب | محمد العياشي alayashi2017@


مع ظهور الذكاء الاصطناعي لم نعد نميز فيها الحقيقي من الزائف، ولا المثقف الاصيل من المتصنع
 كيف نعرف الكاتب الحقيقي من المدعي؟
انه انتحال الهوية المهنية!
 "صحفيون منتحلون" يظهرون فجأة كالفطر، يحملون نصوصا براقة المظهر لكنها خاوية الجوهر
. هؤلاء ليسوا سوى ادوات طيعة للذكاء الاصطناعي، يستطيعون انتاج المقالات بكميات هائلة، لكنهم عاجزون عن تقديم رؤية اصيلة او بصمة انسانية.
هنا يبرز المعيار الزمني كمنقذ اولي؛ فالكثير من الصحفيين المخضرمين صنعوا مهنيتهم بالجهد الفردي والعناء الميداني، قبل ان يظهر الذكاء الاصطناعي. هؤلاء هم حراس المهنة الحقيقيون، وكتاباتهم تشهد لهم بعمق الرؤية وصدق التجربة.

صحيح ان القوانين الاعلامية لا تمنع الاستعانة بالذكاء الاصطناعي، طالما ان الكاتب يتحمل مسؤولية ما ينشر. لكن هذه الحجة القانونية -رغم صحتها- لم تعد كافية في مواجهة هذا الطوفان. نحن بحاجة الى معايير اخلاقية اقوى، تضع حدودا فاصلة بين الاستعانة بالآلة كاداة مساعدة، والاستغناء الكامل عن العقل البشري والوجدان الانساني. فالأخيرة هي خيانة للقارئ، وخيانة للحقيقة ذاتها.

يتميز العمل الصحفي الاصيل بثلاث سمات: البعد الانساني النابض بالمشاعر الحقيقية، والمعلومات الميدانية المستمدة من الواقع، والمصداقية التي تشكل درعا واقيا من التزييف. هذه العناصر تشكل هوية الصحفي المحترف في عصر الذكاء الاصطناعي.
المشكلة ليست في الذكاء الاصطناعي نفسه، بل في سوء استخدامه. كثيرون اليوم يوكلون كل العمل للآلة، دون مراجعة او تعديل، فينتجون مواد صحفية ركيكة، تفتقر الى الروح المهنية واللمسة الانسانية.

لحل هذه المشكلة العصرية، ولمنع اختلاط الحابل بالنابل، نحتاج الى تبني الشفافية في استخدام الذكاء الاصطناعي، وتطوير المهارات الاخلاقية للصحفيين، وتثقيف الجمهور لتمييز المحتوى الاصيل، والاستعانة بادوات الكشف مثل GPTZero كمساعدات مع الاحتفاظ بالعين البشرية كحكم نهائي.
انها معركة بين البصمة الانسانية والباركود الرقمي.