غدا يفُتتح معرض عدن العربية في مارسيليا الفرنسية واشياء مهمة أخرى في هذه المقالة الصباحية المباركة....
منبر الاخبار / كتب بروفيسور قاسم المحبشي...
موقع منبر الاخبار / المنبر الثقافي ...
كتب / بروفيسور قاسم المحبشي...
" تبدأ فعاليات معرض عدن مرسيليا بمدينة مرسيليا الفرنسية في 21 نوفمبر 2025، وتستمر إلى 29 مارس 2026، في مركز لافيي شارتييه الذي يقع في قلب المدينة، وتحديدًا في حي لوبانييه، وهو أحد الأحياء الأقدم والأشهر في المدينة، حيث تحيط به المتاحف والمطاعم التراثية والميناء القديم الذي يبعد عن المركز 10 دقائق سيرًا على الأقدام.
يشكل معرض "مسار" هذا فرصة لاستعراض العلاقة بين المدينتين بما يتجاوز الجانب التجاري إلى الثقافي والإنساني، والعلاقات التاريخية بين الميناء المارسيلي والميناء اليمني، وعرض لقطع أثرية وفنية أهديت من اليمن لمرسيليا في مطلع القرن الـ20، بالإضافة إلى مجموعة مقتنيات معارة من بعض المؤسسات الدولية، ومن المقرر أن تصاحب ذلك فعاليات ثقافية وفنية، ورش عمل ومحاضرات وموسيقى... الخ."
وانا اقرأ هذه الفقرة الخبرية المثيرة في مقال الزميل منصور هائل المنشور في موقع النداء اليمنية بعنوان ( في عالم فرانك مرمييه ومدنه المتنازعة؛ 46 عامًا على "تسكع" بدأ في تعز) تداع إلى ذهني ما سبق وأن نشرته عن تاريخ عدن البحري في سياق اهتمامي بالبحر والتاريخ في ضوء فلسفة التاريخ الجديد إذ يستحيل فهم تاريخ المدن البحرية بدون معرفة تاريخ البحار والممرات المائية حول العالم . كتب الشاعر الكاريبي، ديريك والكوت الحائز على جائزة نوبل عام ١٩٩٢م ما يلي: " أين شواهدكم ، معارككم، شهداؤكم؟ أين ذاكرتكم القبلية؟ إيها السادة … في القبة الرمادية ...البحر… البحر قد أقفل عليها... البحر هو التاريخ" بهذا النص الشعري أستهل مايكل نورث كتابه المهم (اكتشاف بحار العالم من العصرالفينيقي إلى الزمن الحاضر) صادر عن سلسلة عالم المعرفة الكويتية ٢٠١٩م
البحر البحر هو من يشبه التاريخ أو بالأحرى يشبهه التاريخ، إذ أننا نعيشه كما تعيش الأسماك بالماء وكما هو قانون البحار وحياة الأسماك الكبيرة التي تتغذى على الأسماك الصغيرة يمكن النظر إلىالتاريخ وحركته المستمرة. نعم هو يتحرك حركة ذاتية نسبية ولكنه لا يسيل إلى مكان ما خارج هذه الكوكب. ومن البحر استلهم الشاعر الكاريبي ديريك والكوت قصيدته (البحر والتاريخ) فالبحر هو محور التاريخ حيث يحتفظ بالذكريات في قاعه كما يحتفظ بجثث ضحاياه وسفنهمومقتنياتهم. ومن الاخطاء الفادحة في الدراسات التاريخية التقليدية أن الباحثين في التاريخ والآثار انشغلوا في تدوين ما حدث ويحدث في اليابسة وكل ما هو متاح للرؤية والمشاهدة بينما ظل التاريخ الحقيقي محتجبا عنكم في اعماق البحار والمحطات التي تشكل ثلاثة أرباع الكرة الأرضية مجازنا بينما هي في حقيقتها كرة مائية أو بحرية وصف أقرب إلى الحقيقة. وربما كان البحر لا النهر هو اكثر شبها بالتاريخ - أو بالاحرى التاريخ هو الذي يشبه البحر وتحولاته وتياراته وموجاته المتصادمة وهذا ما ادركه فيلسوف التاريخ الامريكي المعاصر اولفينتوفلر إذ كتب في " بناء حضارة جديدة " إن تشبيه التاريخ " بموجات " تغيير - في اعتقادنا – أكثر تعبيراً عن ديناميكيه، وأنسب من الحديث عن الانتقال إلى " ما بعد الحداثة ". فالموجة حركة. وعند اصطدام الموجة بالأخرى تتولد تيارات قوية متلاطمة، وعند تصادم موجات التاريخ فإنحضارات بأسرها تتصادم، و يلقى هذا الضوء على كثير مما يبدو في عالم اليوم عشوائياً أو بلا معنى" هذا الباراديم في رؤية التاريخ والعالم من جديد هو الذي لمحته وانا بصدد كتابة ورقة بحثية في مدارات ما بعد الكولونيالية. إنه البحر الذي يستحق القراءة منذ أقدم العصور ولا زال هو من يشكل ويعيد تشكيل العالم بمختلف الصور والأنحاء وكل دراسة لإحداث ووقائع التاريخ الأرضية تظل قاصرة بدون أن تشتمل على فهم دور البحر وتاثيره المباشر وغير المباشر في حياة الناسالترابية. وربما ادركت مدرسة التاريخ الجديد موخرا ذلك الأمر. ويعد كتاب ( البحر الأبيض المتوسط والعالم المتوسطي في عصر فيليب الثاني للمؤرخ الفرنسي فرناند بروديل (1902–1985) ليس مجرد وثيقة تاريخية ، بل ثورة منهجية غيّرت مسار الدراسات التاريخية الحديثة والمعاصرة.
ومن محاسن الصدف أننا كنا قبل أيام في ندوة عن تاريخ مدينتي بيروت وطرابلس في لبنان مع المؤرخ اللبناني، بيار مكرزل بعنوان ( تجارة طرابلس وبيروت مع المدن الاوروبية عصر السلاطين المماليك) غرفة ١٩ مساء الاثنين 27 اكتوبر 2025 بادارة السيدة، إخلاص فرنسيس.
وفي ذات السياق الواسع للتاريخ والبحر والمدن جاءت قرأتي لرواية هدى عيد اسهليتها بالنص التالي " كيف يعيش الناس في المدينة؟ وماذا تخفيه تلك الأضواء والأبنية الشاهقة؟ وما طبيعة العلاقات والروابط التي يجدون ذواتهم في شباكها من الآخرين؟ فالمدينة موطن الغرباء وملاذهم، إذ يمكنهم ممارسة حياتهم بعيدًا عن أنظار أقاربهم. هنا لا أحد يعرفهم، ويمكنهم التعبير عن كل ما يجول بأنفسهم وممارسة حياتهم ورغباتهم بكل حرية بعيدًا عن أعين أقاربهم الرواية بنت المدينة ومرآتها، فلا يوجد شكل من أشكال التعبير وأساليب التمثّل والتمثيل أقدر على رصد وتوثيق حياة المدنية وناسها من الرواية، إذ يشتبكان في علاقة شديدة التداخل والتعقيد، حيث تتقد الحياة بكل صخبها وتدفقها الفوري المباشر بلا ماضٍ ولا مستقبل في عالم اللحظة الحاضرة الراهنة المحتدم" ( ينظر، قاسم المحبشي، هدى عيد والكشف عن قاع النظم العربية: الذكورية.. قراءة أولية في رواية «سلطان وبغايا"بيس هورايزونس ٨ اكتوبر ٢٠٢٥م
وربما لم يجمع أحد من المؤرخين والباحثين بين عدن وصنعاء وبيروت في كتاب واحد كما فعل الكاتب الفرنسي المعاصر فرانك مرميه في كتابه الأخير إذ " ينتمي فرانك مرمييه إلى تلك الفصيلة النادرة من الرحالة المغامرين الذين يمتلكون قدرة مدهشة على التخالط والتفاعل مع أنواع شتى من البشر، على اختلاف المراتب والمشارب، التقلبات والتطيرات، الأطوار والغرابات، وقد كان ومازال يخوض في المادة الحية للتاريخ بكامل فخامته الإنسانية، وهو كاتب سخي يمدك بالدفء والضوء حين تقرأ كتاباته التي تثير لديك الكثير من الأسئلة، الكثير من ذكريات الحياة السابقة، ذكريات المرور العابر بأمكنة صارت ذات مغزى بعد أن أعدت قراءته أو قرأت له المزيد لتستعيد معه موهبة الرؤية والتأويل، وتشتعل لديك جذوة حماسة العودة -ليس العود النيتشوي- إلى تلك "المدن المتنازعة"، متأبطًا كتابها ليعينك على أن تهتدي إلى سبل معرفة مضافة بالأمكنة التي كنت تحسب أنك قد عرفتها في بيروت وصنعاء وعدن، إلا أنك في هذا الكتاب ستتوفر على ما يقنعك أنك بإزاء مختص بتوسيع أفق المعنى المشترك، وستعثر على دليلك اليك، وإلى معرفتك بذواتك السابقة، وأنت تعود إلى تلك المدن، إلى تخوم الأسى والحنين، وفساد الأمكنة والخراب، للأبنية المتهالكة، لأيام السلا والسلام، والصداقات الأعمق، وتلك الأيام التي لم تعشها قبل" (ينظر، منصور هائل، في عالم فرانك مرمييه ومدنه المتنازعة، النداء، ١٦ نوفمبر ٢٠٢٥)
واذا كان البحر هو الرابط المشترك بين مدينتي بيروت وعدن كما هو كذلك مع مدينة مرسيليا الفرنسية وعدن العربية فما الذي يجمعهما مع صنعاء الجبلية؟ كتب منصور هائل في ذلك " إذ لم يسبق لصنعاء أن حظيت بعرض لأبعادها وأحوال مجتمعها وأسواقها وحدودها التي تمتد إلى خارج أسوارها بجملة حداثية عميقة، رشيقة، وحاذقة، كما حصل في هذا الإصدار المبهر، وبالأحرى في كتاب "شيخ الليل -أسواق صنعاء ومجتمعها"، للباحث الفرنسي فرانك مرمييه الذي أبحر في العوالم الداخلية لصنعاء، مهتديًا بالقول: "من أجل الدخول إلى قلب مدينة، من أجل الإمساك بأكثر أسرارها دقة، ينبغي العمل بأقل قدر من الحنان، وكذلك بصبر يدفع أحيانًا إلى فقدان الأمل، وعلى المرء أن يلامسها من دون مراءاة، أن يداعبها من دون كثير من الأفكار المسبقة" وربما كانت ملاحظة ذكية من منصور هائل في ما اسماه خروج فرانك مرميه " المميز عن جل الباحثين الأنجلوسكسون والفرنسيين الذين تركز اهتمامهم -غالبًا- على القبيلة في هضاب شمال اليمن، وعن الإسلام السياسي، إذ كانت للقبيلة مكانة مركزية في النظريات الأنثروبولوجية، أما مرمييه فقد قرر أن يشق طريقًا غير مطروق انطلاقًا من قناعته من أن المدن وأسواقها تعتبر مرصدًا للتحولات الاجتماعية والاقتصادية، وتعكس نوعًا من الصراع بين نظام اجتماعي قديم مازال يؤثر في الروابط والتبادلات الاجتماعية، ونظام جديد متأثر بذلك، ويفسح المجال لفرص جديدة، تهيأت بفضل انتشار التعليم والهجرة إلى الدول المجاورة"
نعم كتاب يستحق القراءة والنقد والتقييم واتمنى إن اجد نسخة ورقية منه لكي اتمكن من قراءته بما يليق به. وبين عدن ومرسيليا علاقة تاريخية بحرية إذ تحتفظ الذاكرة بكتاب ففي تقديمه لكتاب (؟بول نيزان في عدن) كتب الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر " حينما كانت عدن مستعمرة بريطانية ، قد وصل اليها ذات يوم اديب فرنسي لم يقل نعم في حياته انه حسب تعبير سارتر ( الرجل الذي قال لا حتى النهاية) ناهيك عن انه يحمل في قلبه كل مرارة العالم اتهمته عناصر ستالينية في الحزب الشيوعي الفرنسي بخيانة الحزب وذلك لأنه تمرد على الكثير من الاطروحات الستالينية أنداك، فلفقت له تهمة الاتصال بوزارة الداخلية الفرنسية، حينها اطبقت عليه مؤسسات الحزب وحكمت عليه بالغياب سماها سارتر "بمؤامرة الصمت" وذلك لأن الشيوعيين -حسب تعبير سارتر نفسه-(لا يؤمنون بالجحيم ولكن يؤمنون بالعدم )"( ينظر ، شهاب القاضي، عدن العربية، بول نيزان، ترجمة : بشير خان، مراجعة وتقديم :سعدي يوسف
دار النشر : دار الهمداني للطباعة والنشر ، المعلا - عدن 1984)
يقول بول نيزان " لقد علمتني عدن : أن علي ان افهم كل شيء في بلدي الأصل " ويتساءل "هل كان علي ان اتوجه الى عدن لأكتشف باريس ، هناك كثيرون قد ابصروها وهم يتطلعون الى اعماق نهر السين " ومع ذلك يقول بول نيزان " لست بآسف ، لان هذه الحقائق واجهتني وجها لوجه وكشفت لي من خلال ضوء باهر يجعلني موقنا بانني لن افقدها ابدا "... " هكذا سجل لنا بول نيزان من خلال كتابه "عدن،العربية" وقائع رحلته من باريس الى عدن وانطباعاته التي بمكن النظر اليها على انها وثيقة أدبية هامة رصدت الحياة في عدن في فترة مبكرة من القرن المنصرم" ( شهاب القاضي، المعطيات السابقة)
كانت السفن الشراعية تمخر عباب مياه البحرين الأحمر والعربي منذ الألف السنين في طريقها إلى الهند أو أفريقيا عبر مضيق باب المندب الشهير الذي يشبه أسمه إذ تروي الأسطورة أن الكلمة تطلق على البحر المحيط بجزيرة ميون اليمنية بمعنى "بحر الموت"، ربما بسبب كثرة الشعاب المرجانية والجزر الصغيرة التي تعترض طريق الملاحة وتعرّض السفن التي تمخر عبابه لكثير من المخاطر وربما بسبب الرياح العاصفة والأمواج العاتية وربما بسبب القرصنة والصراع المميت بين ربابة البحار على التحكم بالمضيق. من هنا جاءت تسمية "باب المندب" أو "بوابة الدموع"، نظرا لما يعانيه البحارة المغامرون بالإبحار في مياهه من اخوف والفزع والموت. وقيل جاءت التسمية من دموع النساء اللاتي يودعن أحبابهن بين ضفتي المندب. في الأزمنة القديمة لم يكن العابرون يعلمون بما يوجد خلف جبال المندب الشاهقة وبالمثل لا علم لأهل السواحل من الصيادين وسكان الدواخل بمن يمرون في بحرهم ويقال أن الاسكندر المقدوني مر في باب المندب في طريقه إلى الهند. وفي 1798 - 1801حملة نابليون على مصر، وعام 1830 احتلت فرنسا الجزائر وفي مطلع العصر الحديت بدأت المنافسة بين الدول الأوروبية في سباق محموم لأكتشاف العالم والسيطرة عليه إذ القى الأسباني كولمبس مراسيه في العالم الجديد عام 1492م، والقى البرتغالي فاسكودى جاما مراسيه على ساحل الهند الغربي 1498م واستطاع ماجلان في السفينة فكتوريا ان يدور لأول مـرة حول الأرض(1519-1522), وفي عام 908 هـ (1503م) وصل البرتقاليين الى سواحل عدن ونهبوا سبعة مراكب وقتلوا أهلها ومنذ ذلك الحين والصراع بين القوى الكبرى محتدما في خليج عدن عام 1799م استولت القوات البحرية البريطانية على جزيرة ميون الواقعة بقرب مضيق باب المندب والمتحكمة فيه، غير أنها تخلت عنها بعد تعرض فرنسا للهزيمة في مصر ولم تعد من الاسباب المهددة للمصالح البريطانية في المنطقة. وفي عام 1802م عقدت معاهدة مع السلطان العبدلي وبموجب هذه المعاهدة أصبح ميناء عدن مفتوحاً أمام السفن والبضائع البريطانية، وتم تأسيس وكالة تجارية بريطانية في مدينة عدن وضمت الاتفاقية توفير وسائل الحماية للرعايا الإنجليز في السلطنة.
أثناء الحرب البريطانية - الأمريكية بين عامي (1812-1814م) تعاظم الاهتمام البريطاني بشكل واسع بمدينة عدن ومناطق الجنوب العربي عامة للحد من اتساع التجارة الامريكية وتجارها، الذين أصبحوا في حينها يحتكرون الجزء الاكبر من تجارة البن في المخا ومناطق من اليمن، وبذلك هددوا المصالح التجارية البريطانية في المنطقة.
توسعت أهمية عدن الاستراتيجية في سياسة بريطانيا عند اواخر العشرينات من القرن التاسع عشر، وكان ذلك عندما هدفت بريطانيا لاستخدام البحر الأحمر كطريق للمواصلات التجارية بدلاً عن الطريق البحري الطويل حول منطقة الرجاء الصالح، وكان لاكتشاف البخار الاهمية الكبرى في جعل بريطانيا تنظر إلى مدينة عدن كمحطة لتموين السفن بالفحم، خاصة وأن ميناء عدن موقعه في منتصف الطريق الواقعة بين مدينة بومباي في الهند وقناة السويس في مص.ر وفي عام 1829م استأجر الانجليز مساحة في جزيرة صيرة في مدينة عدن وكذلك في مدينة المكلا عام 1830م لنفس الغرض" ( ينظر، نجمي عبدالمجيد، أهمية عدن في السياسة العالمية
صحيفة الأيام , 05 يناير 2006)
المهم تمكن الانجليزي الكابتن هنس من الاستيلاء عليها في 19 يناير 1839م. حينها كانت بريطانيا في أوج مجدها ففي عام 1821 وصفت مجلة كاليدونيان ميركوري الإمبراطورية البريطانية قائلة: «لا تغيب الشمس عن ممالكها أبدًا؛ إذ أن الشمس تشرق على ميناء جاكسون في ذات الوقت الذي تغيب فيه عن أبراج كيبك، وتغطس في مياه بحيرة سوبيريور في ذات الوقت الذي تبزغ فيه من فم نهر الغان"وفى يناير عام 1836، كتب تشارلز داروين عندما شاهد ميناء سيدنى، الذى كان يخضع حينها لسيطرة بريطانيا «إن شعورى الأول أن أهنئ نفسى أننى ولدت إنجليزياً»، متباهياً بنفوذ إمبراطورية بلاده الذى امتد شرقاً وغرباً"هذا يعني أنه يصعب مقاربة أي حدث تاريخي في العصور الحديثة بمعزل عن الحركة الكالونيالية الاستعمارية الخشنة.
في ضوء ما تقدم يمكن لنا القول بأن فهم تاريخ العالم الحديث والاستعمار أهم ملامحه لا يمكن أنيتاتى بدون فهم حركة الاكتشافات الجغرافية وطرق السفن والبحارة ورواية روبنسون كروزو
وفي ذات السياق "تضع أعمال قرنح المحيط الهندي في المركز كمكان، وخلاله تتخلق التواريخ والهويات والعلاقات والصلات والسياسات. إن الساحل الشرق إفريقي السواحيلي العريض، والذي لا يحظى بما يستحق من استكشاف مع ذلك، هو موطن مزيج ثري من أشكال التراث الإفريقي والآسيوي والعربي، وهذه العوالم هي التي يرسم قرنح خرائطها في رواياته"...



