المساء في أرض الكنانة
لعل المساء في أرض الكنانة مازال يحتفظ بشيء من الجمال والنور والدفئ ، لكنه لم يعد ذلك المساء المفعم بالود والحب الذي كان في الخمسينات والستينات وشيء قليل من السبعينات ؛ إذ كانت مصر تحتضن العربي من أي قطر كان دون من ولا أذى ، بل كانت تنسيه دياره وربعه ، وتشعره بالدفئ والأمان ، بالراحة والسكينة ، بالبهجة والطمأنينة ، غير أن الماضي حتما لن يعود ، وإنما يصبح ضربا من الأمنيات ...
صحيح إن المساء مازال يحتفظ بشيء من الجمال ، لكنه لايقارن بشيء من سحر الليالي الخوالي التي كانت مشبعة بالمودة والحنان ، بالأهداف السامية ، بالهمم العالية ، التي لربما سمت حتى كادت تلامس عنان السماء ذات يوم ... ألم يقل الشاعر العربي :
ترى هل يرجع الماضي فإني ** أحن لذلك الماضي حنينا



