نصيحة لجميع القيادات في المجلس الانتقالي الجنوبي من معارض يخاصم بشرف ولا يخلط بين المصالح الوطنية

 فعلوا دوائر المجلس الانتقالي الجنوبي لتقديم المشورة وفق التخصصات القانونية والسياسية والإدارية لرئيس المجلس بدلاً من أكل المخصصات والتسابق على بيانات التأييد بدلاً من صناعة الأحداث فأي قرارات غير مدروسة سوف تفقدكم أي مكاسب تحققت بالأمس وتفقدكم الكثير من مؤيديكم أنا لست انتقالي ولا أسعى للتسلق وتغيير قناعاتي لأصبح قيادي فيه لكني أيضًا لست ممن يعارض سياسة الإنتقالي بهدف إسقاطه بل من أجل إصلاحه وتصحيحه من الداخل لكن للأسف الشديد بأن من يتصدرون الإنتقالي أقل حرصًا عليه من معارضيه فطالما المخصصات تصرف ومصالحهم مضمونة لن يجازفوا بتقديم أي مشورة تخدم حتى وإن كانت صائبة لأن اصحاب الصوت العالي هم وحدهم من يحق لهم الحديث ومن يتجاوز يصبح في الشارع وقد فكرت أمس عند سماعي للقرارات فيما لو أن القرار الخاص بمصلحة الأراضي والمساحة جاء بهذه الصيغة.

 " نرفض رفضًا قاطعًا الإستقالة التي تقدم بها الأستاذ سالم ثابت رئيس المصلحة ونأمر بعودته على عمله وتأدية مهامه وفق الصلاحيات الدستورية الممنوحة له بما يضمن تحقيق الإصلاحات التي بدأها لتجفيف منابع الفساد وحماية الممتلكات العامة والخاصة من عصابات النهب والبسط والحفاظ على التخطيط الحضري للعاصمة عدن حتى لا تفقد قيمتها ومقوماتها كميناء ومنطقة حرة عالمية" 

في اعتقادي أنه سيكون قرار تاريخي وسوف يحقق تأييد شعبي كبير يغطى على الكثير من العيوب والأخطاء لكن تجاهل الإستقالة وإلحاق ذلك التجاهل بالتغيير أوجد شرخًا كبيرًا سيظهر تأثيره مستقبلًا فهل خطر على بال رؤساء الهيئات والدوائر في المجلس الانتقالي هذا التفكير الذي جاء على بالي رغم معرفتي بكثير من القيادات يفكرون أبعد مما قد يخطر على بالي ويمتلكون خبرة ومستوى عالي يمكنهم من إدارة دولة بأكملها لكن الفارق أنهم يعلمون بأنه ليس مطلوبًا منهم التفكير بقدر ما هو مطلوبًا التأييد أما أنا فإني لا أتردد عن طرح قناعاتي وأرآي حتى وإن لم يطلب مني طالما القضايا عامة وتمس بالمصالح الوطنية.

واليوم أنتم في الإنتقالي أمام خيارين اما وأن تعيدوا النظر في سياستكم وتعاملكم مع بقية القوى الجنوبية وأن تحترموا مبادئ الشراكة الوطنية بعيدًا عن التبعية وصكوك التخوين وأن تحترموا كذلك مواثيق الشراكة مع القوى السياسية من أخواننا أبناء المحافظات الشمالية وأن تبتعدوا عن الخلط بين القضية الجنوبية وإستحقاقاتها كونها ليست حكرًا لطرف او جماعة جنوبية دون الآخرين وبين القضية اليمنية المتمثلة في إنهاء الإنقلاب الحوثي واستعادة الدولة والوصول إلى تسوية سياسية شاملة وعادلة ترضي الجميع وتضع القضية الجنوبية في مقدمة المخارج والحلول.

واما أن تصرون على موقفكم في التخبط وإستخدام القضية الجنوبية سلم وشماعة من أجل السلطة والتسلط والمحاصصة وتغذية الإنقسامات المناطقية وتمكين الفاسدين وإضعاف مشروعية القضية الجنوبية أمام المجتمع الدولي والظهور بمظهر المعطلين والمعرقلين وسوف ندفع الثمن جميعنا الجنوبيين كما دفعناه في الماضي بسبب الرفاق الذي تعتبرون أنتم اليوم أمتدادًا لهم واظنكم سوف تسلكون الخيار الثاني فالتاريخ يعيد نفسه ... لكن ارجو أن تحتفظوا بنصيحتي هذه لأننا في عصر العالم الرقمي يوثق فيه كل تفاصيل حياتنا وما يصدر عنا من مواقف بشكل يومي وما تمر علينا من أحداث ... ورحمة الله على من سجل مواقف وطنية لن يخجل منها مستقبلًا بل تصبح مصدر فخرًا وتاجًا يعتز بها أبنائه وأحفاده من بعده.

احمد علي القفيش 
2025/9/11