يحي امين زيدان ...الاسم الكبير في الشموخ والصمود....

يحي امين زيدان ...الاسم الكبير في الشموخ والصمود....

منبر الاخبار / منبر الراب / تقرير / عدنان حجر ...


تقرير  / عدنان حجر  ....

اصعب لحظة في حياة الإنسان هي اللحظة التي يقرا فيها اويسمع عن عزيز عليه كلمة ( البقاء لله ) مصحوبة بعظم الله اجركم ..نعم البقاء لله ولا اعتراض على ذلك.... فلا يأتي الموت متأخرا ابدا ولا متقدما انما هو الوقت واللحظة والمكتوبة للرحيل ...فموت الإنسان هي لحظته المكتوبة وفي هذه اللحظة لا كلام يمكنه أن يعبر عن فقدان شخص عزيز تعجز كل الكلمات عن ترتيب شعور لحظة الفقدان بل الفقدان الكامل ..

ان ياتي عليك المساء ويقول لك أحدهم عظم الله اجرك وان تفارقك روح عزيزة عليك ولن تعود ابدا هذا هو الفقدان المؤلم...الذي أشعر به برحيل من ادين له بتتلمذي على يديه كل ابجديات العمل السياسي والحزبي والفكري والثقافي والنضالي لما يزيد على لما يزيد على 25 عاما ..وكانت لي معه مواقف كثيرة جدا من أهمها أنني تشرفت بالاعتقال معه في 30 يوليو1997م وزملاء آخرين  في معتقل الأمن السياسي القديم أمام إدارة مرور الحديدة قرب حديقة التحرير.. ومازلت وساظل اعتبره استاذي ومعلمي وقدوتي وتاج راسي ماحييت.......

 أنه الحق الإلهي الذي اخذ مني استاذي ومعلمي الاب الروحي الانسان الأمين الجميل النبيل والبسيط والمتواصع والنزيه والصادق والمربي الفاضل الذي احسن تربية أولاده  والمناضل الوطني التهامي الوحدوي الصلب والشجاع والحر والسياسي الشريف المناهض للظلم والفساد والاستبداد والخبير الحزبي التنظيمي والمثقف المستنير والموسوعة الفكرية في مختلف الثقافات..، الراحل الكبير القدير الفقيد يحي امين زيدان ...
رحمه الله رحمة الأبرار واسكنه فسيح جناته ...

عاش حياته النضالية ملاحقا وتحت الرقابة يقارع ويناهض ويصارع الظلم والإذلال رافضا كل الاوضاع المقلوبة..مقاوما بصلابة وشجاعة أجهزة القمع ويتنفس الشموخ والعزة والكرامة موزعا قيمه الوطنية النضالية على الأرض اليمنية والإنسان التهامي والقضية التهامية ,,وكما نعاه رفيق نضاله الدكتور احمد علي سلطان "" قاتل في هذه الدنيا قتال الأبطال وصال وجال وكان علماً بين أبناء جيله بحثاً عن حقٍّ حُرم منه هو وأبناء قومه اسمه الحرية والكرامة والمساواة والحياة الكريمة ""...

وكما نعاه تلميذه البروفيسور مراد الاهدل : " صرح من صروح سبأ وسفر من أسفار الحركة الوطنية والجبهة الثورية في تاريخ اليمن الحديث.. مناضل من طراز خاص يرقى إلى مصاف الكبار في التاريخ اليمني الحديث..وآمن بحق الشعب اليمني أن يكون له دولة تقدمية ديمقراطية حرة مستقلة تنهض بنفسها من وحل الجهل والتخلف...ونقل الفكرة الثورية بين العامة من العمال والكادحين...فهو من طراز هوشي منه ونلسون مانديلا وغاندي وغيرهم من الكبار الذين وضعوا حياتهم على أكفهم وتقدموا بكل شجاعه في سبيل خلاص بلدانهم من الجهل والتخلف والاستعمار...لم يمت يحي أمين زيدان بالامس بل مات منذ ان انكسر الحلم الذي ناضل من أجله.."..

وكما عاش حياته النضالية مصارعا للظلم والذل والقمع عاش ايامه الاخيره يصارع المرض تحت المراقبة والفحوصات والمتابعة الصحية يتنفس صناعيا حتى وافته المنية مساء يوم الاثنين.27 سبتمبر2025م....بعد أن ناهز 69 عاما من ولادته في 1954م ليرحل رجل  بحجم وطن،، لكنه في وطن لايعطي لعمالقته حجما ولاقيمة.. وهو لم يفكر يوما ان ينتظر حقا من وطنه ولا يريد من اقزام الوطن ان يقدروا حجمه.. وسيرته الحياتية حافلة بالنضال السياسي والحزبي على مدى قرابة نصف قرن.. وفكره السياسي والثقافي يفوق ويتجاوز من ساعدتهم الظروف في ان يكونوا حيث هو كان يجب ان يكون.. لكن مكانه في قلوب من عرفوه وسيظل في ذاكرة تاريخ عظماء وعمالقة تهامة بخاصة واليمن بعامة.. 

 هو واحد ممن انجبتهم اليمن بوجه عام وتهامة على وجه الخصوص من عظماء وعمالقة لم ينالوا حقهم من الرعاية والاهتمام والانصاف أثناء حياتهم وأثناء مرضه .. رغم انه ضحى واهبا حياته لنضال من اجل الحق والعدل والحرية والديموقراطية والمواطنة المتساوية والوحدة اليمنية دون اعادة انتاج نظام الظلم والفساد والاقصاء والاستحواذ باسم الجمهوريةاليمنية. ..

وكما نعاه الاستاذ عبدالباري طاهر :" فعلى مدى ما يقرب من نصف قرن ظل يحيى زيدان ممسكًا بجمرة الانتماء للحزب، وكان في طليعة كوادره في تهامة، وتحمل مسؤوليات حزبية في ظلمات العمل السري، والاعتقال أكثر من مرة، كما عانى قسوة التعذيب في هذه المعتقلات المتكررة، مما أثر على صحته وسلامته"..

لقرابة نصف قرن ناضل في صفوف الفكر السياسي اليساري وحركاته الوطنية ابان العمل النضالي السياسي السري منذ سبعينيات القرن العشرين،في الحزب الديموقراطي الثوري وواصل نضاله السياسي العلني في الحزب الاشتراكي اليمني عضوا في لجنة المحافظة منظمة الحزب محافظة الحديدة وعضوا في اللجنة المركزية.. وعضوا في اتحاد الادباء والكتاب اليمنيين.. لم يساوم ولم يهادن ولم يبع ولم يشتري في القضايا الوطنية التي حملها على عاتقه وضحى من اجلها ملتزما وامينا ومحافحا في مسؤولياته النضالية والمجتمعية والأسرية مؤمنا بأنه حامل قضية...

رجل عظيم كانت تقف إلى جانبه امرأة عظيمة المناضلة فاطمة النهاري اطال الله عمرها وحفظها ورعاها واولادها..وكان من سندها له وسند اخواته المناضلات والرفاق الاوفياء يستمد قوته وصموده..ولم تتمكن ظروفه المادية المحيطة به منذ عرفته ان تجعله يسقط في مستنقع الفساد والتلوث والاثراء السهل طريقه.. فابى الا ان يكون حيث يكون الرجال العمالقة والعظماء....

لم يكن الفقيد يحي امين زيدان مجرد اسم بل كان ينتمي إلى اشهر البيوتات نضالا ووطنية وهو كما ذكر الاستاذ عبدالباري طاهر " أسرة القاضي الجليل أمين زيدان من الأسر العريقة في العمل الوطني، والدهم كان قاضي القضاة في الدولة الإدريسية، انتسب الفقيد السفير أحمد أمين زيدان إلى حركة القوميين العرب، وهو طالب في العربية السعودية، وفي الجمهورية العربية المتحدة، خمسينيات القرن الماضي.ودفعت الأسرة كلها رجالًا: أحمد أمين زيدان وعبدالإله زيدان ويحي امين زيدان رحمهم الله، دفعوا ثمن الانتماء للحركة الثورية: الحزب الديمقراطي الثوري...كما دفعت البنات فطوم أمين زيدان وأخواتها الثمن باهظًا بالاعتقال والفصل من الوظيفة والرقابة المستمرة، والتهديد المستمر بالاعتقال. ودفع الفادي الأكبر يحيى وفطوم زيدان في عمريهما، الثمن الفادح لمواصلتهما الدفاع عن القضية الوطنية بانتمائهما إلى الوحدة الشعبية، والحزب الاشتراكي".....

نعم بيت زيدان الاسم الكبير الذي أثبت أنه ( بيت المناضلين والمناضلات) من تهامة الحرة الأبية ( احمد وعبدالاله ومكيه وتقيه وعبدالملك ويحي وفطوم وحليمة وعائشة ).. رحم الله الراحلون وحفظ الله ورعى من لا يزالون على قيد الحياة ..

الملاحقة والتعسف والرقابة الأمنية المستمرة والتهميش والاقصاء والتهديدات المستمرة بالاعتقال والتعذيب الجسدي والنفسي محاولات التصفية واحكام الإعدام وأحكام الاعدام  واستمرار تعرضهم للتهديد بالاعتقال وأحكام الاعدام والفصل من الوظيفة والحرمان من كثير من الحقوق...تلك هي احوال أفراد هذا البيت الكبير بيت زيدان ..تلك هي الفاتورة والثمن الباهظ الذي دفعه أفراد هذا البيت الكبير ...بيت المناضلين والمناضلات وقلاع الشموخ في النضال الوطني ...

رحم الله استاذي يحي امين زيدان ورحم الله كل الراحلين من هذا البيت الكبير رحمة الأبرار واسكنهم فسيح جناته والحفظ والرعاية الإلهية لمن لازالوا على قيد الحياة ...