مركز دراسات يسلط الضوء على الانتهاكات الحو...ثية التي تعرضت لها انتصار الحمادي خلال سنوات الاعتقال ....

مركز دراسات يسلط الضوء على الانتهاكات الحو...ثية التي تعرضت لها انتصار الحمادي خلال سنوات الاعتقال ....

منبر الاخبار / خاص

سلّط مركز واشنطن للدراسات اليمنية الضوء على الانتهاكات الجسيمة التي تعرضت لها الممثلة وعارضة الأزياء اليمنية انتصار الحمادي، بعد خمس سنوات من الاعتقال في سجون جماعة الحوثي بصنعاء، في واحدة من أكثر القضايا التي أثارت استياءً حقوقيًا واسعًا داخل اليمن وخارجه.

وقال المركز في تقرير حديث إن الحمادي، المولودة لأب يمني وأم إثيوبية، أُفرج عنها السبت الماضي، لتنهي بذلك “محنة طويلة من الظلم والإهانة والعنف النفسي والجسدي” داخل معتقلات الجماعة المسلحة.

وأضاف التقرير أن جماعة الحوثي اعتقلت الحمادي في فبراير/شباط 2021 وهي في أوائل العشرينيات من عمرها، أثناء تواجدها مع عدد من النساء في أحد أحياء صنعاء، قبل اقتيادهن إلى مكان مجهول.
وأشار إلى أنها عُرضت بعد شهر على المحكمة دون السماح لها بمقابلة محاميها، في انتهاك واضح لحقوق الدفاع، كما تلقى محاميها خالد الكمال تهديدات مباشرة لإجباره على التنحي عن القضية.

ووفق التقرير، فإن منظمة العفو الدولية أكدت في أبريل/نيسان 2021 أن الحمادي وُقّعت على إفادات معدة مسبقًا وهي معصوبة العينين، وأن التهم الموجهة إليها، من قبيل “الدعارة وحيازة المخدرات”، ملفقة ولا أساس لها من الصحة.
كما كشفت المنظمة أن الممثلة الشابة تعرضت لاعتداءات جسدية ولفظية وإهانات عنصرية، وأُجبرت على الاعتراف بجرائم باطلة تحت التهديد بإخضاعها لـ“فحص العذرية”، وهو انتهاك فاضح لكرامتها الإنسانية.

وفي مايو/أيار من العام نفسه، كشف القاضي عبد الوهاب قطران أن الحمادي تعرضت لمحاولات استغلال جنسي من قبل مسؤولين حوثيين، فيما وصفت هيومن رايتس ووتش محاكمتها بأنها "جائرة" ومفتقدة لأدنى معايير العدالة.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2021، أصدرت محكمة حوثية حكمًا بسجنها خمس سنوات بتهمة “الفحش العلني”، في محاكمة سرية ومخالفة للقانون الدولي لحقوق الإنسان.

التقرير أشار أيضًا إلى أن الحمادي كانت المعيلة الوحيدة لعائلتها، ورغم ذلك تعرضت لإهانات عنصرية متكررة بسبب أصولها الإثيوبية.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2022، كشفت المحامية هدى الصراري أن الحمادي تعرضت للضرب المبرح على يد سجّانة تُدعى “أم الكرار”، ما أدى إلى كسر أنفها ودفع عددًا من السجينات لمحاولات انتحار بسبب سوء المعاملة.

كما أيدت محكمة استئناف حوثية في فبراير/شباط 2023 الحكم الصادر ضدها، في حين وصفت منظمات حقوقية القرار بأنه “قمع ممنهج للنساء في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين”.

وفي تقرير طبي صدر عن مستشفى الشرطة بصنعاء في أبريل/نيسان 2025، ورد أن الحمادي خضعت لعملية جراحية لإزالة ورم شحمي، وسط تقارير غير مؤكدة عن إصابتها بالسرطان خلال فترة احتجازها.

وأكد محاميها خالد الكمال أن موكلته قضت أربع سنوات وشهرين من الحكم، وكان من المفترض الإفراج عنها وفق قاعدة “ثلاثة أرباع المدة”، إلا أن سلطات الحوثيين صنّفت قضيتها ضمن ملفات ما يسمى بـ“الحرب الناعمة”، ما أدى إلى تأخير الإفراج عنها حتى نهاية أكتوبر الجاري.

وأشار تقرير مركز واشنطن إلى أن قضية الحمادي تمثل نموذجًا صارخًا لمعاناة النساء اليمنيات في سجون الحوثيين، داعيًا المجتمع الدولي إلى التحرك الجاد لوقف الانتهاكات ضد النساء والنشطاء في المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعة.