مدارس الصدارة تحتفل بالذكرى الخامسة لخروج مديرها حازم الحرف من سجون الحوثيين

مدارس الصدارة تحتفل بالذكرى الخامسة لخروج مديرها حازم الحرف من سجون الحوثيين

كتب | محمد العياشي alayashi2017@

في صباحٍ تشرق فيه الحرية من بين ظلال الألم، احتفل معلمو ومعلمات وإداريّو مدارس الصدارة الحديثة بالذكرى الخامسة لعودة مديرهم الأستاذ حازم الحرف، بعد أن انكشفت عن وجهه غياهب الأسر التي فرضتها مليشيا الحوثي الإرهابية.

كان ذلك في عام 2015، يوم اقتيد الأستاذ من مكتبه في مدارس القيم الحديثة، بعد أن استُدعي — كما قيل له — لمقابلة أحد المشرفين لخمس دقائق لا أكثر. ولكن خمس دقائق انقلبت إلى خمس سنوات من التيه في سراديب السجون، بين جدران غليظة لا تعرف للرحمة وجهاً، ولا تسمع لنداء الضمير صدى.

غاب الرجل عن مدرسته التي علّم فيها الأجيال القيم والمبادئ، لكنه خرج منها كما يخرج الأسير من معركة، بصفقة تبادلٍ تشبه صفقات الحروب، لا صفقات التعليم، وكأنه كان جندياً في ميدانٍ لا يرحم.
ولا عجب، فما دامت الميليشيا قد خلعت عن نفسها رداء الأخلاق، وداست على أعراف الحرب وشرف الخصومة، فليس غريباً أن تعامل المربين كما تُعامَل الجيوش المهزومة.

وفي هذا اليوم المشرق من أيام الحرية، ازدانت أروقة مدارس الصدارة بفرحٍ يعانق الدموع. العصائر تدور بين الأيدي، والحلوى تُوزَّع كما تُوزَّع البشارات، والترته تُقطَّع على وقع الضحكات، والشاي العدني يفوح منه عبق الانتماء والحنين.
التقط الجميع صوراً تذكارية مع المدير العائد، كأنهم يوثّقون لحظة النهوض من تحت الركام، لحظة استعادة الإنسان قبل الوظيفة.

وقف الأستاذ حازم الحرف، وقد ملأت الحرية صدره، فشكر زملاءه ومعلميه على وفائهم، وعلى حفاوتهم التي تشبه العناق بعد طول غياب، ثم رفع كفَّيه بالدعاء أن يفكّ الله أسر من لا يزالون خلف القضبان، وأن يكتب النصر والفرج لليمن الحبيب الذي ينزف صبراً، ويبتسم إيماناً.